وقال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في منحة الجليل: هذا البيت من الشواهد التي لم يذكر العلماء نسبتها إلى قائل معين، وقد اختلفوا في تتمته، فيذكر بعضهم أن الشاهد صدر بيت، وأن تمامه: . . . . . . . . . ... حتى شَتَتْ همَّالةً عَيناها ويرويه العلامة الشيرازي عجز بيت، ويروي له صدرا هكذا: لمَّا حططتُ الرَّحلَ عَنها وَاردا ... . . . . . . . . . . . اللغة: علف: أطعم. التبن: ما تهشم من سيقان القمح والشعير بعد الدرس. همالة عيناها: أي غزيرة الفيض. المعنى: يقول: إنه علف دابته تبنا، وسقاها ماء باردًا حتى سالت دموعها بغزارة. الإعراب: علفتها: فعل ماض، والتاء: فاعل، وها: في محل نصب مفعول به أول. تبنًا: مفعول به ثان. وماء: الواو: حرف عطف. ماء: مفعول به لفعل محذوف تقديره: سقيتها ماء. باردًا: نعت ماء. حتى: حرف جر وغاية. شتت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. همالة: حال من فاعل شتت منصوب. عيناها: فاعل شتت مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: مجرور بحتى. والجار والمجرور متعلقان بعلف والتقدير: علفتها تبنًا وسقيتها ماء إلى أن شتت همالة عينها. وجملة (علفتها): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (شتت): لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي المقدر. الشاهد: قوله: (وماء)؛ حيث لا يصح أن يكون مفعولا به، لأنه لا يصح أن يشترك مع لفظة (التبن) بعامل واحد، وهو قوله: (علفتها)، لأن الماء لا يعلف، وإنما يُسقى، فلابد من تقدير عامل، والتقدير: سقيتها. وقيل: الماء مفعول معه. وقيل: إنه معطوف على (تبنًا) لأن الشاعر ضمَّن الفعل علفتها معنى الفعل أنلتها، أو قدمت لها.