للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(وصف)؛ لأنه لا يدل علَى معين، بخلاف نحو: (اليوم) أَو (يوم الجمعة)، وهذا معنَى قوله: (وكل وقت قابل ذاك).

وأشار بقوله: (وما يقبله المكان إلَّا مبهمًا): إِلَى أَن اسم المكان لا يقبل النّصب على الظّرفية منها إِلَّا المبهم؛ وإنما استأثرتْ أسماء الزّمان بما تقدم؛ لأنَّ دلالة الفعل علَى الزّمان أقوَى من دلالته علَى المكان.

فلما كَانَ الفعل يدل علَى الزّمان المبهم والمعين. . عمل فيه مبهمًا ومعينًا.

ولما كَانَ لا يدل علَى المكان إِلَّا مبهمًا. . امتنع أَن يعمل فِي غير المبهم من اسم المكان.

فمن المبهم:

• الجهات وهى: (أمام)، و (خلف)، و (فوق)، و (تحت)، و (يمين)، و (شمال).

• وكذا ما أشبهها في الشّياع؛ نحو: (تجاه)، و (تاه) مبدلة من واو، و (حذاء)، و (تلقاء)، و (إزاء)، و (حوالي)، و (حول)، و (يمنة)، و (يسرة)، و (شرقي الدّار)، و (غربيها)، و (قبليها)، و (وسط)، و (جانب)، و (أسفل)، و (أعلى)، و (ناحية).

فكلها ظروف يعمل فيها العامل؛ كـ (جلست أمامك)، و (تحت الشّجرة).

قال اللَّه تعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ}.

وقد تأتي مصدرًا كاللقاء كقوله:

. . . . . . . . . . . ... فاليومَ قصَّرَ عن تِلقائِكِ الأمَلُ (١)


(١) التخريج: هذا عجز بيت من البسيط صدره: أمَّلْتُ خَيْرَكِ هل تأتي مَواعِدُهُ
الكتاب (٤/ ٨٤)، والعيني (٢/ ٣٣٧)، والتذييل (٦/ ١٣٧)، وانظر البيت في شرح السيرافي (٦/ ١٥٥) (رسالة)، وابن السيرافي (١/ ٢٩٥، ٢٩٦)، وديوان الراعي (ص ١١٣).
المعنى: يقول مخاطبًا امرأة: أمّلت أن أصل إلى ما كنت تعدينني به، فلما كثُر إخلافك لي. . أقصر أملي؛ أي: كفّ عن أن يتعلق بشيء من جهتك، وبنحوه مَثلٌ يقال في بلادنا: (كثرةُ الدَّلال. . تهرِّب العاشق). وتلقائك: بمعنى: لقائك.
الإعراب: أمَّلْتُ: فعل ماضي والتاء فاعل؛ خَيْرَكِ: مفعول به والكاف في محل جر بالإضافة، هل: أداة استفهام، تأتي: فعل مضارع، مواعدُه: فاعل والهاء في محل جر بالإضافة، فاليومَ: فالفاء: عاطفة، اليوم: ظرف زمان منصوب. قصَّرَ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. عن تِلقائِكِ: جار ومجرور متعلقان بقصّر. الأمَلُ: فاعل مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الشاهد: قوله: (تلقائك)؛ حيث جاء (تلقاء) مصدرًا بمعنى اللقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>