الفعل بعد الهمزة هنا: فيه عطف اسمية علَى فعلية.
فإِن فصلت الهمزة. . اختير الرّفع نحو: (أأنت زيدٌ تضربه؟).
ويغتفر الظّرف؛ نحو: (أفِي الدّار زيدًا تضربه؟).
وابن الطّراوة: إن كَانَ الاستفهام عن الفعل. . فكما سبق، وإِن كَانَ عن الاسم. . وجب الرّفع؛ نحو: (أزيد ضربته أم عمرو؟).
وكالهمزة فِي اختيار النّصب: (حيث)، و (ما ولَا وإنْ النّافيات)؛ كـ (حيث زيدًا رأيته، وما زيدًا ضربته).
• منه إِذا وقع الاسم بعد عاطف سبق بجعلة فعلية بشرط عدم الفصل بَينَ العاطف والاسم كما قال: (وبعد عاطف. . .) إِلَى آخر البيت؛ نحو: (جاء زيد وعمرًا أكرمته).
• وكذا شبه العاطف؛ نحو: (ما أكرمت زيدًا؛ لكن عمروًا أكرمته)، و (أكرمتهم حتَّى زيدًا أكرمته).
وإِنما قالوا: (شبه العاطف)؛ لأنَّ هذين لا يعطفان الجمل، فكلاهما حرف ابتداء.
والمقصود بِحَتَّى: (الابتدائية) ونحوها أَن يكونَ فِي ابتداء الكلام، سواء تلاها مبتدأ أَو فعل، ولهذا هي عند بعضهم حرف ابتداء أبدًا.
قال ابن الخباز فِي "شرح لمع ابن جني": وإِذا كانت حرف ابتداء. . وقع بعدها الجملتان الاسمية والفعلية.
وقال القواس فِي "شرح ألفية بن معطي": علامة الابتدائية: أَن يكون بعدها الجملة الاسمية.
ويجب الرفع فِي: (أكرمت القوم؛ لكن زيدٌ أهنته)، و (أكرمت زيدًا حتَّى خالد أكرمته)؛ لعدم الشّبه بالعاطف؛ إِذ لا يعطف بـ (لكن) فِي الإِيجاب، ولَا بـ (حتَّى) إِلَّا بعضٌ علَى كلٍّ كما سيأتي.
وإِنما اختير النّصب فِي نحو: (جاء زيد وعمروًا أكرمته) يعني فِي حالة العطف بلَا فصل علَى معمول الفعل؛ لأنَّ فيه عطف فعلية علَى مثلها، ولهذا كَانَ تقدير النّصب أولَى فِي: (الموتَى) من قوله تعالَى: {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} للتشاكل كما ذكر.