كريمًا)، و (زيدًا مظنون أبوه شاعرًا)، فأبوه: مفعول أول، وارتفع لأنه نائب الفاعل، وشاعرًا: هو المفعول الثّاني.
وكل منها لهُ ما للماضي من: التّعليق، والإِلغاء، والإعمال؛ نحو: (أنا ظان الآن لزيد قائم).
ويجوز الإعمال والإِلغاء فِي نحو: (زيدًا أنا ظان الآن كريمًا).
والإعمال أحسن مع التّوسط, والإِلغاء أحسن مع التّأخر؛ نحو: (زيد كريم أنا ظان الآن).
فجميع أفعال هذا الباب تتصرف، ويعمل المتصرف منها كما ذكر.
وأفعال التّحويل كأفعال القلوب، إلا (هب، وتعلم) فيلزمان الأمر كما سبق، ولا حظَّ لهما فِي تعليق ولَا إلغاء كما سبق ذكره.
ويشاركهما فِي عدم هذين (١): باقي أفعال التّحويل المتقدم ذكرها فِي شرح الأبيات السّابقة، وهي: (صير, ورد, وترك, واتخذ, وتَخِذ, وجعل, وهَبْ)، وكذا (وَهَبَ) علَى ما حكاه ابن الإعرابي.
وإِنما خصت أفعال القلوب بالتّعليق والإلغاء؛ لضعفه من حيث إن معانيها قائمة بالقلب، فليس لها قوة تأثير، بخلاف أفعال التّحويل.
وذهب المبرد وثعلب ووافقهما ابن كيسان: إِلَى أنه لا يعلق إِلَّا ما كَانَ بمعنَى العلم.
وجميع أفعال التّحويل تتصرف, إِلا (وَهَبَ)؛ فإِنه لازم المضي، و (هَبْ)؛ فإِنه لازم الأمر كما سبق.
و (هب) الثّانية: مبتدأ، و (قد ألزم) خبره. أي: و (هب) قد ألزم الأمر.
وفيه: أَن الفعل المقرون بـ (قد) يعمل فيما قبله، وتقديم معمول الخبر الفعلي علَى المبتدأ، وسيأتي فِي الفاعل.
والله الموفق
(١) أي التعليق والإلغاء.