• فخرج: المشتق الّذي لا يجري مجرَى الفعل؛ كاسم الآلة نحو:(هذا مفتاح)، فـ (مفتاح): خبره، وهو مشتق من الفتح، ومع هذا لا ضمير فيه.
• وخرج أيضًا (مفعَل) المقصود به الزّمان والمكان؛ نحو:(هذا مجلس زيد ومرمَى عمرو)، تريد: مكان جلوسه ورميه.
ثم إن المشتق الجاري مجرَى الفعل لا يتحمل الضّمير إِلَّا إِذا لم يرفع ظاهرًا؛ نحو:(زيد قائم).
فإِن رفع ظاهرًا .. لم يتحمل الضّمير؛ نحو:(زيد قائم أبوه).
وإِن كَانَ الخبر العفرد جامدًا فَلَا يتحمل ضميرًا عند البصريين؛ فـ (زيد آسد) فيه ثلاثة أوجه:
الأول: أَن يجعل زيد أسدًا مبالغة من غير التفات إِلَى التّشبيه.
الثّاني: أَن يقصد التّشبيه فيقدر مضاف؛ أَي: مثل الأسد، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إِليه مقامه؛ ففي هذين الوجهين: لا ضمير، فيه لجموده وعدم تأوله بمشتق.
الثّالث: أَن يؤول أسد بصفة وافيةٍ من الأسودية بمعنَى شجاع، فيتحمل الضّمير حينئذ، ولك أَن ترفع به الظّاهر حينئذ إِذا جرَى علَى غير من هو لهُ، كما تفعل ذلك بالصّفات الجارية مجرَى الفعل، وكما تقول:(زيد قائم أبوه) .. تقول أيضًا:(زيد أسد أبوه).
والحاصل: أَن المفرد الجامد فارغ.
وإن أول الحفرد بمشتق .. تحمّل ضميرًا مستكنًا؛ أَي: مستترًا.
وعن الكسائي: أَن الجامد يتحمل الضّمير، ونقله ابن العلج عن الكوفيين والرّماني تلميذ ابن السّراج من البصريين.