للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فـ (إِنسان): مبتدأ، و (تحسر الماء): جملة من فعل وفاعل وقعت خبرًا وليس فيها ضمير كما ذكر، وإِنما الضّمير فِي الجملة المعطوفة بالفاء كما ذكر، وهي قوله: (يبدو).

وقيل: الضّمير محذوف من الجملة الأولى؛ أَي: يحسر الماء عنهُ؛ كما فِي: (اللّحم منوان بدرهم)؛ أَي: منوان منه، فـ (منوان): مبتدأ، و (منه): صفته، و (بدرهم): خبره، والجملة: خبر عن اللّحم.

٥. ومنها. أَن يذكر شرط مشتمل علَى ضمير وذلك الشّرط مستغنَى عن جوابه بالخبر؛ نحو: (زيد يقوم عمرو إِن قام)؛ فجملة (يقوم عمرو): خبر عن (زيد)، وليس فيها ضمير يعود عليه، وإِنما الضمير فِي فعل الشّرط.

٦. ومنها: "أل" عند الكوفيين وبعض البصريين؛ كقوله تعالَى {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}؛ فـ (أل) فِي (المأوَى): نائبة عن الضّمير العائد علَى (مَن) فِي قوله


=١/ ٧٤، وديوان ذي الرّمة ٣٩٥.
المفردات الغريبة: إِنسان عيني: هو النّقطة السّوداء اللّامعة وسط سواد العين. يحسر: ينكشف وينزاح. فيبدو: فيظهر. يَجُمُّ: يكثر.
المعنى: أن إِنسان العين ينكشف عنهُ الماء ويزول أحيانًا، فيظهر الإِنسان للرائي، وأحيانًا يكثر الماء في العين فيغرق إِنسانها ويستتر، ولَا يرى.
الإِعراب: وإنسان: الواو: حسب ما قبلها، إنسان: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. عيني: مضاف إِليه أول، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإِضافة. يحسر: فعل مضارع مرفوع. الماءُ: فاعل مرفوع. تارةً: مفعول مطلق منصوب. فيبدو: الفاء عاطفة، يبدو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدرة على الواو للثقل، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. وتاراتٍ: الواو عاطفة، تاراتٍ: اسم معطوف على تارةً منصوب، وعلامة نصبه الكسرة، لأنه جمع مؤنث سالم. يجم: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازًا؛ تقديره: هو يعود إِلى الماء. فيغرق: الفاء عاطفة، يغرق: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر جوازًا؛ تقديره: هو يعود إِلى إِنسان عيني.
الشاهد: قوله: (وإنسان عيني يحسر)؛ حيث عطف الجملة التي تصلح لأن تكون خبرا عن المبتدأ وهي (فتبدو) بفاء السببية؛ لاشتمالها على ضمير يعود إلى المبتدأ (إنسان)، عطفها على جملة لا تصلح لأن تكون خبرًا؛ لخلوها من ذلك الضمير، وهي (يحسر الماء).

<<  <  ج: ص:  >  >>