للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

إذا وقع كل من الياء والواو في كلمة بعد فتحة، وتحرك تحريكًا أصليًا .. قلب ألفًا، بشرط: أن يكون الثاني متحركًا.

والمراد بالثاني: الحرف الذي بعد الياء والواو؛ وذلك نحو: (قال)، و (باع)، والأصل: (قَوَل)، و (بَيَع)، من: (القول)، و (البيع)، فقلب كلاهما ألفًا لتحركه بحركةٍ أصلية وفتح ما قبله وتحريك ما بعده.

والحاصل: أن الألف تُبدل من الياء والواو بسبب تحريك أصيل فيهما حالة كون الياء أو الواو بعد فتح متصل به، بشرط: تحريك ما بعد الياء أو الواو.

فاشتراط التحريك للأصل يخرج: ما إذا تحركيه بحركة عارضة .. فلا إعلال؛ نحو: (جَيَل) بفتح الجيم والياء آخر الحروف، و (تَوَم) بفتح الواو والتاء المثناة فوق، والأصل: (جِيْئَل)، و (تُوْءَم) بياء وواو ساكنين بعدهما همزة مفتوحة، فنقلت فتحة الهمزة للياء والواو تخفيفًا؛ ثم حذفت الهمزة فحصل (جيَل)، و (تَوَم) بفتح الياء والواو.

والأول من أسماء الضبع، والثاني من أتأمت المرأة إذا جاءت بولدين، يقال: (هذا توءم هذا).

وأعلم أن الحرف الثاني الذي اشترط تحريكه إن سكن .. ففي ذلك تفضيل، وهو: إما أن يكون كل من الياء والواو لامًا أو غير لام:

- فإن لم يكونا لامًا .. وجب التصحيح؛ نحو: (جَوَاد)، و (بَيَان)، و (غَيور)، و (طَوِيل)، و (خَوَرنق)، فلو أعل نحو هذه الأسماء بقلب اللين ألفًا .. لحذفت الألف للساكنين، فيصير (جواد) و (بيان): (جاد) و (بان)، فيلتبس بالماضي، ويصير (غيور)، و (طويل)، و (خورنق): (غَور)، و (طَيل)، و (خَرنق)، وليس المراد، فسلمت عين الكلمة في هذه الأسماء؛ لأن الثاني إذا سكن وكانت الياء والواو غير لام -يعني بأن كانت عينًا ونحو ذلك- فإن الثاني يكف الإعلال، وإليه أشار بقوله: (وَإِنْ سُكِّنَ كفّ إِعْلَالَ غَيْرِ اللَّام)، فلما سكنت الألف في نحو: (جَوَاد) وكانت الواو غير لام .. كفَتِ الألَف إعلال الواو.

وقس عليه ما بعده؛ كـ (غَيوْر) فلما سكنت الواو فيه وكانت الياء غير لام ..

<<  <  ج: ص:  >  >>