للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل أيضًا: فِي التصغير كذلك، فـ (أبيّنون) على تقدير تصغير (أبيَن)، مثل (أعمى)، فقيل فيه: (أبيّن) مثل (أُعيّمٍ) بالتنوين ثم جمع، فقيل: (أُبَينُون)، كما يقال: (أُعَيمُون)، ذكره الأبدي فِي "شرح الجزولية".

و (مُغَيرِبان) على تقدير تصغير: (مَغْرِبان).

والكوفيون: (أُنيسِيان) تصغير (إِنسِيان) على وزن (إِفعِلان) بكسر الهمز والعين.

واختلف فِي (إِنسان):

فالكوفيون: من النسيان، وهو (إِفعان)، وفي التصغير وزنه: (أفيعلان)، وأنشدوا قول أبي تمام:

لَا تَنْسَيَنْ حِفْظَ العُهُودِ فَإِنَّمَا ... سُمِّيتَ إِنْسَانًا لِأَنَّكَ نَاسِي (١)

والبصريون: أنه من الأُنس، ورجحه ابن الخباز وقال: أبو تمام لا يعلم مذاهب الاشتقاق.

واللَّه الموفق


(١) فِي ديوانه ١٧٥، والبيت من قصيدته التي مطلعها:
ما فِي وُقوفِكَ ساعَةً مِن باسِ ... نَقضي ذِمامَ الأَربُعِ الأَدراسِ
فَلَعَلَّ عَينَكَ أَن تُعينَ بِمائِها ... وَالدَّمْعُ مِنهُ خَاذِلٌ وَمُواسِ
قالَت وَقَد حُمَّ الفِراقُ فَكَأسُهُ ... قَد خولِطَ الساقي بِها وَالحاسي
ثم البيت الشاهد، وبعده:
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الخَلائِقَ قاتَها ... أَقواتَها لِتَصَرُّفِ الأَحراسِ
فَالأَرضُ مَعروفُ السَّماءِ قِرًى لَها ... وَبَنو الرَّجاءِ لَهُم بَنو العَبّاسِ
إِقدامَ عَمرٍو فِي سَماحَةِ حاتِمٍ ... فِي حِلْمِ أَحنَفَ فِي ذَكاءِ إِياسِ
لا تُنكِروا ضَربي لَهُ مِن دونِهِ ... مَثَلًا شَرودًا فِي النَّدى وَالباسِ
فَاللَّهُ قَد ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنورِهِ ... مَثَلًا مِنَ المِشكاةِ وَالنِّبراس
والبيت ليس فيه شاهد، وإِنما هو للتمثيل، فأبو تمام ليس ممن يستشهد بكلامه؛ لأنه من المولدين، والتميل بالبيت: بقوله: (سُمِّيتَ إِنْسَانًا لِأَنَّكَ نَاسِي)، حيث دل بذلك على أن أصل (إِنسان) مشتق من النسيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>