للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأَجازَ قوم: بدل الغلط فِي الفعل.

وعن سيبويه: (قام قعد زيد)، علَى أَن الأول ليس مقصودًا والثّاني بدل غلط.

قيل: ومن بدل البعض: أَن تصل (تسجدْ يرحمْكَ الله)، ويحتمل الاشتمال.

وأَجازَ أبو الفتح: إِبدال الجملة من المفرد، وذكره ابن الخباز فِي "البسيط"؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

لَقَد كَلَّمَتنِي أُمُّ عَمْرٍو بِكِلمَةٍ ... أَتَصبرُ يَومَ البَينِ أَم لَستَ تَصبِرُ (١)

فالجملة: بدل من (كلمة).

وبه قال الزّمخشري فِي قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}، علَى أَن (هل هذا إِلَّا بشر) بدل من (النّجوى).

وأما قولُ الشّاعرِ:

إلَى اللهِ أَشْكُو بِالمَدِينَةِ حَاجَةً ... وَبِالشَّامِ أُخْرَى كَيفَ يَلتَقِيَانِ (٢)


(١) التخريج: البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٨٥٣؛ ومغني اللبيب ٢/ ٤٥٦.
الشاهد: قوله: (بكلمة أتصبر يوم البين أم لست تصبر؟)، حيث أبدل الجملة من المفرد.
(٢) التخريج: البيت للفرزدق في خزانة الأدب ٥/ ٢٠٨، وشرح التصريح ٢/ ١٦٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٥٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠١، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في المحتسب ٢/ ١٦٥، ومغني اللبيب ١/ ٢٧، ٤٢٦، والمقتضب ٢/ ٣٢٩، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٨.
المعنى: يشكو الشاعر تفرق أغراضه، وتشتت حاجاته، فهو مضطرب البال، موزع الأهواء.
الإعراب: إلى الله: جار ومجرور متعلقان بأشكو. أشكو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. بالمدينة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من حاجة. حاجة: مفعول به منصوب. وبالشام. الواو حرف عطف، بالشام: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من أخرى. أخرى: معطوف على حاجة منصوب. كيف. اسم استفهام في محل نصب حال. يلتقيان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف في محل رفع فاعل.
وجملة (أشكو): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (كيف يلتقيان): في محل نصب بدل من حاجة، وقيل: استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد قوله: (كيف يلتقيان)؛ حيث جاءت هذه الجملة بدلًا من (حاجة) و (أخرى) فيكون فيه إبدال الجملة من المفرد، والمعنى: إلى الله أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>