للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَجازَ الأخفش والكوفيون: توكيد النّكرة المحدودة، وهي الّتي على زمن معلوم، كـ (يوم)، و (ليلة)، و (حول)؛ لكن بغير النّفس والعين.

وتبعهم الشّيخ رحمه اللَّه: لحصول الفائدة بتوكيدها؛ كـ (صمت حولًا كله)، و (سرت يومًا كله)؛ وكقوله:

................... ... يَا لَيتَ عِدَّةَ حَولٍ كُلِّهُ رَجَبَا (١)

وقيل: الرّواية (حولي) بالياء .. فَلَا شاهد.


(١) التخريج: هذا عجز بيت، وصدره قوله: لَكِنّه شَاقَّه أَن قِيل ذَا رَجَبِ
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ١٢٥، وشذور الذهب: ٢٢٨/ ٥٥٦، والقطر: ١٣٨/ ٣٩٧، والأشموني: ٧٩٣/ ٢/ ٤٠٧، والعيني: ٤/ ٩٦، والإنصاف: ١/ ٤٥١، وشرح المفصل: ٣/ ٣٥، وأشعار الهذليين: ٩١، وقائله عبد اللَّه بن مسلم بن جندب في مجالس ثعلب، ومطلع القصيدة فيها قوله:
يَا لِلِّرجَالِ ليوم الأَرْبِعَاءِ أَمَا ... يَنْفَكُ يِحْدِث لِي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا
اللغة: شاقه: أعجبه وهاجه، أو بعث الشوق في نفسه. والشوق: نزوع النفس إلى الشيء. الحول: العام.
المعنى: يقول الشاعر: إنه أعجبه وبعث الشوق في نفسه حين قيل: هذا الشهر رجب، وتمنى أن تكون شهور العام كلها رجب؛ لما يجد فيه من الخير والأنس.
الإعراب لكنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب اسمه. شاقه: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والهاء ضمير متصل، مبني على الضم، في محل نصب مفعول به. أن: حرف مصدري. قيل: فعل ماضٍ مبني للمجهول. ذا: اسم إشارة مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ. رجب: خبر مرفوع.
وجملة (شاقه رجب): في محل رفع خبر لكن. وجملة (ذا رجب): في محل رفع نائب فاعل لقيل؛ والمصدر المؤول من أن المصدرية وما دخلت عليه: في محل رفع فاعل شاق.
يا: حرف تنبيه. ليت: حرف مشبه بالفعل. عدة: اسم ليت منصوب، وهو مضاف. حول: مضاف إليه. كله: توكيد لحول مجرور، وهو مضاف، والهاء: مضاف إليه. رجبا: خبر ليت مرفوع على اللغة الضعيفة التي تنصب بليت وأخواتها الجزأين؛ وإما أن يكون رجبا مفعولا به لفعل محذوف تقع جملته خبرا لليت؛ والتقدير: (يا ليت عدة حول كله تشبه رجبا).
الشاهد: قوله: (حول كله)؛ حيث أكد النكرة (حول) على رأي الكوفيين؛ لكونها محدودة؛ لأن (العام) معلوم الأول والآخر؛ ولفظ التوكيد كله من الألفاظ الدالة على الإحاطة؛ وهذا مذهب الكوفيين، وهو ما ارتضاه ابن مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>