وهي للنابغة الذبياني من قصيدته التي مطلعها:مِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِي ... عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِومنها:لا مَرحَبًا بِغَدٍ وَلا أَهلًا بِهِ ... إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِحانَ الرَّحيلُ وَلَم تُوَدعِّ مَهدَدًا ... وَالصُّبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِديوَلَقَد أَصابَت قَلبَهُ مِن حُبِّها ... عَن ظَهرِ مِرنانٍ بِسَهمٍ مُصرَدِوَالنَّظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها ... ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِّهابِ الموقَدِصَفراءُ كَالسِّيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها ... كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِوَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ ... وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِمَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ ... رَيّا الرَّوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِسَقَطَ النَّصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ ... فَتَناوَلَتهُ وَاتَّقَتنا بِاليَدِبِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ ... عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَّطافَةِ يُعقَدِنَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها ... نَظَرَ السَّقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِتَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ ... بَرَدًا أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِكَالأُقحُوانِ كَداةَ غِبَّ سَمائِهِ ... جَفَت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَديزَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ ... عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِزَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ ... عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ ازدُدِزَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ ... يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَّديأَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ ... مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِلَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ ... عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِلَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها ... وَلَخالَهُ رُشدًا وَإِن لَم يَرشُدِالشاهد: قوله: (العطِش) إذ جاء اسم الفاعل من اللازم المكسور العين الدال على حرارة البطن على (فَعِل).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute