وجملة النداء (يا قوم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (حوقلت): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (دنوت): معطوفة على سابقتها. وجملة (شرّ): استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: (حيقال) حيث ورد مصدر حوقل على وزن (فيعال) وحقه أن يكون على وزن فوعلة. (١) ويسمى هذا في اللغة: (النحت)، قال ابن فارس في فقه اللغة - باب النَّحت: العرب تَنْحَت من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنسٌ من الاختصار، وذلك كقولهم: (رجلٌ عَبْشميّ) منسوبٌ إلى اسمين. وأنشد الخليل: أقول لها ودمع العين جار ... ألم تحزنك حيعلة المنادي من قوله: (حي عَلَى). وقد ألَّف في هذا النوع أبو علي الظهير بن الخطير الفارسي العماني كتابا سمَّاه: تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب ولم أَقِفْ عليه، وإنما ذكره ياقوت الحموي في ترجمته في كِتابه معجم الأدباء. قال ياقوت في معجم الأدباء: سأل الشيخ أبو الفتح عثمان بن عيسى الملطي النحوي الظهير الفارسي عما وقع في ألفاظ العرب على مثال شَقَحْطَب، فقال: هذا يسمى في كلام العرب المنحوت، ومعناه: أن الكلمةَ منحوتَةٌ من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين ويجعلهما واحدة، فشقحطب منحوت من: (شِقّ حَطَب)، فسأله الملطي أن يُثْبت له ما وَقع من هذا المثال إليه ليعول في معرفتها عليه، فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حِفْظه، وسمَّاها كتاب: تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب.