للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وأشار بقوله: (وَاضْطِرَارًا وُجِدَا) إلى أنه: قد فصحك فى الضرورة بين المتضايفين بالأجنبي؛ وبالنعت، وبالنداء؛ كقول الشاعرِ:

أَنجَبَ أَيّامَ والِدَاهِ بِهِ ... إِذ نَجَلاهُ فَنِعمَ ما وَلَدَا (١)

الأصل: (أنجب والداه به أيام إذ نجلاه)، ففصل: بين (أيام وإذ نجلاه)، بـ (والداه) وهو: أجنبي من المضاف؛ لأنه ليس معمولًا له، بل هو فاعل (أنجب).

يقال: أنجب فلان بابنه: إذا أتى به نجيبًا.

وكقول الآخر:

يَسقِي امْتِيَاحًا نَدَى المِسْوَاكِ رِيقَتَهَا ... . . . . . . . . . . . . . (٢)

الأصل: (يسقي ندى ريقتها المسواك)، ففصل: بين المضاف وهو (ندى) والمضاف إليه وهو (ريقتها) بـ (المسواك) وهو: مفعول أول لقوله: (تسقي) فهو أجنبي من المضاف أيضًا.


(١) التخريج: من المنسرح، قاله الأعشى من قصيدة في مدح سلامة ذا فائش والرواية في الديوان ص ١٧١ وفي شرح عمدة الحافظ ٣٨٣، وشرح التسهيل ٢/ ١٨٢:
أنجب أيام والديه به ... إذ نجلاه فنعم ما نجلا
اللغة: أنجب الرجل: ولد نجيبًا. نجلاه: نسلاه.
الشاهد: قوله: (أَنجَبَ أَيّامَ والِدَهِ بِهِ إِذ نَجَلاهُ)؛ ففصل بين (أيام) و (إذ نجلاه)، بـ (والداه) وهو: أجنبي من المضاف؛ لأنه ليس معمولًا له، بل هو فاعل (أنجب).
(٢) التخريح: صدر بيت من البسيط، وعجزه: كما تضمن ماء المزنة الرصف
وهو من قصيدة لجرير في مدح يزيد بن عبد الملك وهجاء آل المهلب الديوان ٣٨٦ والضبط في الديوان بكسر كاف (المسواكِ)، وفتح (ريقتَها).
والضمير يعود إلى أم عمرو في بيت سابق هو:
ما استوصف الناس من شيء يروقهم ... إلا أرى أم عمرو فوق ما وصفوا
اللغة: الامتياح: الاستياك. المزنة: السحاب. الرصف: جمع رصفة وهي حجارة مرصوف بعضها إلى بعض، وماء الرصف أرق وأصفى.
الشاهد: قوله: (يَسقِي امْتِيَاحًا نَدَى المِسْوَاكِ رِيقَتَهَا)؛ حيث فصل بين المضاف وهو (ندى) والمضاف إليه وهو (ريقتها) بـ (المسواك) وهو: مفعول أول لقوله: (تسقي) فهو أجنبي من المضاف أيضًا، وذلك ضرورة لا تجوز في سعة الكلام

<<  <  ج: ص:  >  >>