للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وقد جاء عكس المسألة السابقة؛ كقول رجل من الصحابة: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَبع غَزَوَات وَثَمَانِيَ"، بفتح (الياء)؛ أي: (ثماني غزوات) فحذف من الثاني لدلالة الأول؛ كقولِ الشاعر:

خمسُ ذَوْدٍ أو سِتُّ عُوِّضْتُ مِنهَا ... . . . . . . . . . . . . (١)

وكان الأجود (ثمانيًا) و (ستًا)، وسيأتي الكلام على (ثماني) و (ثمانية) في العدد.

وأما قوله عليه الصلاة والسلام: "أوحي إلى أنكم تفتنون في قبوركم مثلَ أو قريبًا من فتنة الدجال" فحذف المضاف إليه من الأول؛ والتقدير: (مثل فتنة الدجال أو قريبًا من فتنة الدجال).

ويروى: (أو قريبَ) بلا تنوين، وتقديره: (أو قريب الشبه من فتنة الدجال)، قاله المصنف رحمه اللَّه.

[تنبيه]

اختلف: (في قَطَع اللَّه يدَ ورِجلَ من قالها).

فأبو العباس المبرد والمصنف: أن المضاف إليه محذوف من الأول كما سبق.

وسيبويه: أن المضاف إليه محذوف من الثاني، والأصل: (قطع اللَّه يد من قالها ورجل من قالها)، فحذف (من قالها) الثاني، فحصل: (قطع اللَّه يد من قالها ورجل)، ثم قدم (ورجل) فأقحم بين المضاف والمضاف إليه، فحصل: (قطع اللَّه يد ورجل من قالها).

وابن عصفور: الأصل: (قطع اللَّه يد من قالها ورجله) فحذف الضمير من (رجله) ثم قدم فأقحم أيضًا بين المتضايفين.

وحكى الفراء: (يد)، و (رجل) مضافان معًا لقوله: (من قالها)، وليس في الكلام حذف.


(١) التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: منها مائة غير أبكر وأفال
انظره في التذييل (٧/ ٢٣٣)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٥٠).
اللغة: أبكر: جمع بَكر وهو الفتيُّ من الإبل. إفال: صغار الإبل مفرده أفيل.
الشاهد: قوله: (خمس ذود أو ستُّ) حيث حذف المضاف إليه من الثاني لدلالة الأول عليه؛ إذ التقدير: (ست ذود).

<<  <  ج: ص:  >  >>