للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومثل اسم الضّمير: اسم الإِشارة فِي قول الشّاعر:

إِنَّ لِلخَيرِ وَللشَّرِّ مَدًى ... وَكِلَا ذَلِكَ وَجهٌ وَقَبَل (١)

فهو وإِن كَانَ مفردًا فِي اللّفظ .. هو مثنى فِي المعنَى؛ لأنَّ الإِشارة به إِلَى (الخير) و (الشّر)، وكأنه قيل: (وكلا هذين وجه وقبل).

وقد أشير به أيضًا إِلَى اثنين فِي قوله تعالَى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}.

وذكر ابن الأنباري: إِضافة (كلا) إِلَى مفرد بشرط التّكرير؛ نحو: (كلاي وكلاك قائمان).

ولَا يجوز التّفريق مع (كلا) و (كلتا)، فَلَا يقال: (كلا زيد وعمرو)، ولهذا قال الشّيخ: (بِلَا تَفَرُّقٍ).

وفي "المفصّل": جواز التّفريق فِي الشّعر؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:


= نصب مفعول به. والمصدر المُؤوَّل من أن سيلقاه: سَدَّ مسدّ مفعولي يعلم كلانا: فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى, ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة (إن اللَّه يعلمني): بحسب الفاء. وجملة (يعلمني): في محل رفع خبر إن، وجملة (يعلم): معطوفة عليها. وجملة (سيلقاه كلانا): في محل رفع خبر أن.
الشاهد: قوله: (كلانا)؛ حيث أضاف (كلا) إلى ضمير الجمع نا، مع أن كلا إنما يضاف إلى المثنى، فحملت هذه الإضافة على المعنى، لأن الشاعر عنى نفسه ووهبًا.
(١) التخريج: هذا بيت من كلمة، قالها الشاعر عبد اللَّه بن الزبعرى بعد غزوة أحد يتشفى بالمسلمين، وكان وقتئذ، لا يزال على جاهليته. وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ٤٣، والأشموني: ٦٢٧/ ٢/ ٣١٧، وابن عقيل: ٢٢٨/ ٣/ ٦٢، والهمع: ٢/ ٥٠، والدرر: ٢/ ٦١، والسيرة: ٦١٦، وشرح المفصل: ٣/ ٢، والمقرب: ٤٥، والمغني: ٣٦٦/ ٢٦٨، والسيوطي: ١٨٧.
المعنى: إن للخير والشر غاية ونهاية، ينتهيان إليها ويقفان عندها، وكلاهما أمر معروف، يستقبله الإنسان ويعرفه، كما يستقبل الوجه. وضبطه بعضهم قِبَل؛ بكسر القاف، وفتح الباء، جمع قبلة؛ أي كلا من الخير والشر بمثابة القبلة التي يتوجه إليها المصلي.
الإعراب: إن: حرف توكيد، للخير: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن تقدم, وللشر: معطوف على ما قبله بالواو، مدى: اسم إن مؤخر عن خبرها, وكلا: الواو عاطفة, وكلا: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة, وكلا: مضاف واسم الإشارة في ذلك: مضاف إليه، واللام: للبعد والكاف: حرف خطاب، وجه: خبر المبتدأ، وقبل: معطوفة بالواو على ما قبلها.
الشاهد: قوله: (وكلا ذلك)؛ حيث أضاف (كلا) إلى مفرد لفظًا وهو ذلك؛ لأنه مثنى في المعنى لعوده على اثنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>