للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باقية.

وعمدتهم قول مالك في " الموطّأ ": بلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقاصر أعمار أمّته عن أعمار الأمم الماضية فأعطاه الله ليلة القدر. (١)

وهذا يحتمل التّأويل. فلا يدفع التّصريح في حديث أبي ذرٍّ.

القول الرّابع: أنّها ممكنةٌ في جميع السّنة، وهو قول مشهور عن الحنفيّة حكاه قاضي خان وأبو بكر الرّازيّ منهم، وروي مثله عن ابن مسعود وابن عبّاس وعكرمة وغيرهم.

وزيّف المُهلَّب هذا القول , وقال: لعل صاحبه بناه على دوران الزّمان لنقصان الأهلة، وهو فاسد , لأنّ ذلك لَم يعتبر في صيام رمضان فلا يعتبر في غيره حتّى تنقل ليلة القدر عن رمضان. انتهى.

ومأخذ ابن مسعود كما ثبت في صحيح مسلم عن أبيّ بن كعب , أنّه أراد أن لا يتّكل النّاس.

القول الخامس: أنّها مختصّة برمضان. ممكنةٌ في جميع لياليه، وهو قول ابن عمر رواه ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيحٍ عنه، وروي مرفوعاً عنه أخرجه أبو داود.

وفي " شرح الهداية " الجزم به عن أبي حنيفة , وقال به ابن المنذر


(١) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (٣٦٦٧) من طريق مالك به.
والحديث أحد بلاغات مالك رحمه الله.
قال ابن عبد البر في " الاستذكار " (٣/ ٤١٦): لا أعلم هذا الحديث يُروى مسنداً ولا مرسلاً من وجهٍ من الوجوه إلاَّ ما في " الموطأ " , وهو أحد الأربعة الأحاديث التي لا توجد في غير الموطأ. انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>