فكان يُقيم فيها ما يدعوه الناس بحلقات الذكر. وما هو بالذكر المشروع وإنما هو مزيج من البدع ومن الشعوذات ومن الرقص كما كان يدعوه العلماء، ومن ذلك ما قاله ناظم «الوَهْبانية» التي يستشهد ابن عابدين في حاشيته كثيراً بما جاء فيها، ومن قوله فيها:
وتفصيل ذلك في الجزء الثالث من حاشية ابن عابدين التي هي عمدة الفتوى في المذهب الحنفي.
وممن عرفنا من أهل المدينة مؤذّن مدني حسن الصوت، علّم بعض المؤذّنين عندنا النغمة المدنية في الأذان، وممن أخذ عنه الشيخ مصطفى العقّاد أبو وجيه، رحمة الله عليهم جميعاً. ومنهم رجل فاضل صالح قوّام الليل كثير الصالحات، كانوا يسمّونه الشيخ توفيق الصغير، وهو والد معالي الشيخ محمد عمر. ولعلّي واهم ولعلّ هذا ليس اسمه، أو لعلّه اسمه ولكنه ليس والد صديقنا الوزير.
* * *
أَحبّ معالي الشيخ محمد عمر أن يعرّفني بكبار الأدباء في وليمة يدعوهم إليها. وأنا أكره الولائم وأهرب منها، ولكني كنت في حالة من الضيق لا يفرّجها عني إلاّ مثل هذه الاجتماعات، وإن تمنيت أن يكون الاجتماع على الكلام من غير طعام، فإن لم يكن بدّ من شيء فالشاي والكعك أو الفَرانيّ (جمع فُرنيّة، وهو الكاتو).