ولما قال عدي ابن حاتم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنا لسنا نعبدهم قال:«أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه» قال: بلى قال: «فتلك عبادتهم» فجعل طاعتهم عبادة لهم.
وترجم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد. بقوله:(باب من أطاع العلماء أو الأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله، فقد اتخذهم أربابا من دون الله).
هذه الطاعة التي وضعها السيد، ورضخ لها المسود تظهر نتيجتها يوم القيامة: كما قال لله تعالى.
{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}. بل تظهر سوء نتائجها في الحياة الدنيا. كما هو الواقع من حال عباد الأشخاص.
وهذه الآية تنطبق على من تنكب شرع الله وحكم الناس بغيره.
وتنطبق بوضوح على من رضي وتابع ونفذ مختارا.
أما من نفذ بعض الشرع، ورفض بعضه، فهذا قد حكم الله عليه بالكفر، وتوعده بعموم الخزي في الدنيا بقوله {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ}.
والمرض الذي جثم على قلوب هؤلاء هو عدم تطبيق كتاب الله على تصرفاتهم.
لذا حل بهم ما حل من الذل والهوان، وانعكاس التصور حتى عبد بعضهم بعضا عبادة الطاعة، وحتى تدهورت فيهم الأخلاق.