بل كانوا شراً منها وأضل سبيلاً، إذ الأنعام خير وبركة وأغلب أعمال البشرية اليوم شر ونقمة، والأنعام لا تعقل وليس عليها تكليف وهؤلاء وهبهم الله العقل وكلفهم حمل كتابه ورسالته للقيام بطاعته والجهاد في سبيله لإعلاء كلمته وإصلاح الأرض على ضوء شريعته، فخانوا أمانة الله بإطراحهم أوامره، ونبذهم كتابه ورسالته، وإفسادهم في الأرض بدل إصلاحها وحملهم رسالة الجبت والطاغوت والجهاد في سبيلها؛ فهم بذلك قد ألحدوا إلحاداً ظاهراً عظيماً في مدلول (لا إله إلا الله) إذ قبلوا النفي فيها لما سواه إثباتها لتأليههم له بالحب والتعظيم والاستسلام لقوله، والتفاني في تنفيذ حكمه دون التفات لقول الله ورسوله، وقلبوا الإثبات فيها نفيا بجعلهم الله صفرا على الشمال في كل شيء، ونبذهم لكتابه والعمل على إشغال الناس عنه باللغو ولهو الحديث المتواصل في المطبوعات والإذاعات، ومنعوا عباده المسلمين من الانقياد لحكمه إلا في نواح ضيقة من صوم وصلاة محصورة ونحوها، وأوجبوا عليهم الاستسلام لهم في كل ناحية وميدان.
فهل يجدي اعترافهم بالله اعترافا لفظيا؟ أم لا فرق بينهم وبين الشيوعية سوى أن الشيوعيين صاروا شجعانا فصرحوا بقول (لا إله) وهؤلاء ظلوا ثعالبا يراوغون وينافقون والمنافقون أشد جرما وأفظع تأثيرا ونكاية بالأمة.
فعلى كل من يحب الله أن يخلص له ويصدق معه في كشف هؤلاء وهتك أستارهم كما كشف الشيخ حقيقة مشركي زمانه رحمه الله رحمة واسعة ووفق العاملين في سبيله للاستقامة على ما ينجيهم في الدنيا والآخرة والله يتولى الصالحين.