ويا ليت من قدسوا أوامره يمثل الصلاح ومحسوبا من عباد الرحمن فيكون تقليدهم كتقليد المخرقين الذين وصل بهم التدجيل من أئمة الضلال إلى عبادة الصالحين، بدافع المحبة، وقربهم من الله.
لكن من يعبده هؤلاء يمثل الشيطان ومحسوبا من جنده في الإغواء والتكبر على الله، وادعاء الربوبية في الأمر والنهي، والله يقول عن نفسه {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}، وهؤلاء يقولون يلازم عملهم (لله الخلق ولنا الأمر)، ويا ليت الأمر وقف على هذه الفاجعة التي لا مثيل لها. لكن هؤلاء تجردوا من العقل كما تجردوا من الشرع فعبدوا حتى الوطن، كما ذكر ذلك الشيخ في رسالته التي نقدم لها.
بهذا الذي بينت لك أخي المسلم من عبادة الصالحين والطالحين والخروج على شرع رب العالمين.
سلط الله هذه الأمة بعضها على بعض بالسب والشتم، والاعتداء على الديار، وفساد الحال، حتى أصبحوا ضحكة وألعوبة للمستعمرين، بل صاروا دمية يحركونها كما شاءوا، فتفرقوا بعد الاجتماع، وقلوا بعد الكثرة والبركة، وفشلوا وذهبت معنويتهم بعد القوة، وسقطوا من أعين الأمم حتى صاروا لا يقام لهم وزن ولا حساب وهذا نموذج من خزي الدنيا، مصداقا لقول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}.
ومصداقا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمعناه «يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على القصعة» قالوا: يا رسول الله أمن قلة؟ قال:«لا إنكم لكثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل».