للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و"المُقدَّم" - بضم الميم وفتح الدال -: نقيض المؤخَّر.

و"اللِّحية" - بكسر اللام -: الشعرُ الذي ينبُتُ في الذَّقْن.

يعني: ظهرَ الشيبُ في مقدَّمِ رأسِه ولحيتِه - صلى الله عليه وسلم -، فإذا طَلَاه بالدُّهْن لم يَظْهَر الشيب، وإذا تفرَّقَ ظهر.

"ادهن": إذا جعل في رأسه أو لحيته الدُّهْن، وأصلُه: ادْتَهن على زِنَةِ افتعل، فقُلِبت التاء دالاً، ثم أُدْغِمَت إحداهما في الأخرى، فصار ادَّهن.

و"تبين": أي: ظَهَرَ.

و"شَعِثَ" يُشْعَثُ شَعَثًا: إذا اغبرَّ شَعْرُ رأسِه وتَفَرَّقَ. و"المستدير": بمعنى المُدَوَّر، وهو فاعلٌ من (اسْتَدار) إذا دارَ حولَ شيءٍ.

قيل: "خاتم النبوة" كان عَلَمًا من أعلام النبوة، مذكورًا في الكتب المنزَّلة، وإنما اختصَّ بالخاتم الذي هو طابع النبوة متَّصِلاً ببدنه عند كتفه - صلى الله عليه وسلم -، لأنه كَمَلَتْ به النبوة، وانْخَتَمَتْ به الرسالة، فقد انسدَّ به مَخْزَنُ النبوة ومَعْدِنُ الرسالة.

فإذا تقرَّر هذا عَلِمْنا أنَّ الله عَرَّفَنا خَتْمَ نبوته - صلى الله عليه وسلم - بما هو متعارَفٌ بيننا تقريبًا لأفهامنا، وذلك أنَّ القاعدة المُطَّرِدَة: أن يختِمَ على المخزن اشتياقًا فيه، وإنما خَلَقَه جزءًا من بدنه ليكون معرِّفًا لصدقه، أكملَ تعريفًا وأتمَّ بيانًا، من حيث إنه مخصوصٌ بذلك من بين سائر الناس، والله أعلم.

ثم في خَلْقِه هذه العلامةَ في ظهره - وهي خاتم النبوة بين كتفيه - فوائد:

الأولى: خاتم النبوة، وقد تقدَّم.

الثانية: ليكونَ له المُعْجِزُ اللَاّزِم والعارض كما كان لموسى عليه السلام من اليد والعصا.

الثالثة: جُعِلت لموسى المعجزة في يده السابقة على البدن، وجعل

<<  <  ج: ص:  >  >>