للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٩٦ - وعَنْ جَابرٍ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "سَمُّوا باسْمِي ولا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي، فإنَّي إنَّما جُعِلْتُ قاسِمًا أقسِمُ بينكُمْ".

قوله: "سَمُّوا باسمي ولا تَكْنُوا بكنيتي"، الحديث.

(الاكتناءُ): عبارةٌ عما يقول لرجل أبو فلان ولامرأة أم فلان، والكُنْية: اسمٌ لكلَّ واحدٍ منهما.

والعربُ أنَّ مَنْ كان عندَهم وقارٌ وعِزَّةُ يخاطبونه بالكُنْية، كما أن العَجَمَ يخاطِبُون الأشراف وذوي الأقدار باللقب، مثل جمال الدين وشمس الدين وغير ذلك من الألقاب، فإذا وجبَ على الأمة أن يوقَّروا نبيَّهم أكثرَ مما يوقَّرون غيرَه وجبَ عليهم التمييزُ بين خطابه وخطاب غيرِه، عاملين بمضمون الآية: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: ٦٣].

فلهذا نهى عن الاكتناء بكنيته، فإذا كان كذلك فالنهيُ كان مختصًّا بزمنه، لكي يتميَّزَ خطابُه عن خطاب غيرِه، فإذا تقرَّر هذا يجوزُ في هذا الزمان الاكتناء بكنيته.

* * *

٤٤٩٧ - عَنْ جَابرِ بن سَمُرَة - رضي الله عنه - قَالَ: كانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قدْ شَمِطَ مُقدَّمُ رأْسِهِ ولِحْيتهِ، وكَانَ إذا ادَّهنَ لم يَتبيَّنْ، وإذا شَعِثَ رَأسُهُ تَبيَّنَ، وكانَ كثيرَ شَعْرِ اللِّحْيةِ، فقالَ رجلٌ: وجهُهُ مِثْلُ السَّيْف؟ قال: لا كانَ مِثْلَ الشَّمسِ والقَمرِ، وكانَ مُستَديرًا، ورَأيتُ الخَاتَمَ عندَ كَتِفهِ مِثْلَ بَيْضةِ الحَمامَةِ يُشبهُ جَسَدَهُ.

قوله: "قد شَمِطَ مقدَّمُ رأسهِ ولحيتهِ"، الحديث.

شَمِطَ يَشْمَط شَمَطًا: إذا ابيضَّ بعضُ شَعْر رأسِه.

<<  <  ج: ص:  >  >>