للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٩١ - عَنْ كَعْبٍ - رضي الله عنه - يَحْكِي عَنِ التَّوراةِ قَالَ: نَجدُ مَكتوبًا: مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، عَبدِي المُختارُ، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ، ولا سَخَّابٌ بالأَسْواقِ، ولا يَجزِي بالسَّيئةِ السَّيئةَ، ولكنْ يَعفُو ويَغْفِرُ، مَوْلدُهُ بمكَّةَ، وهِجرتُهُ بطَيْبةَ، ومُلكُهُ بالشَّامِ، وأُمَّتُهُ الحمَّادونَ، يَحمَدونَ الله في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ، يَحْمَدونَ الله في كلِّ مَنْزِلَةٍ، ويُكبرونَهُ على كُلِّ شَرَفٍ، رُعاةٌ للشَّمْسِ، يُصَلُّونَ الصَّلاةَ إذا جَاءَ وقتُهَا، يَتأزَّرُونَ على أَنْصافِهِمْ، ويتوَضَّؤُون على أَطرافِهِمْ، مُنادِيهِمْ يُنادِي في جَوِّ السَّماءِ، صفُّهُمْ في القِتالِ وصَفُّهُمْ في الصَّلاةِ سَواءٌ، لهُمْ باللَّيلِ دَوِيٌّ كدَوِيَّ النَّحلِ.

قوله: "مولده بمكةَ، وهجرتُه بطَيْبة، ومُلْكُه بالشام"، الحديث.

(المَوْلِد): موضع الولادة، (الهِجْرة): تركُ الوطنِ والذهابُ إلى موضعٍ آخر.

(طيبة): مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهي غيرُ منصرف للعَلَمية والتأنيث، وكذلك مكة.

(ومُلْكُه بالشام)، يريد بالملك ها هنا النُّبُوَّةَ والدِّين؛ يعني: يَعُمُّ دينهُ جميعَ البلدان، لكن الشام يغلبُ على سائر البلادِ في اتَّباع أهلِها له، والأمْنِ من غَلَبة الكفار عليها، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالشام".

وأيضًا: مُلْكُه ظهرَ بالجهاد مع الكفار، ومِنْ فَتْحِ الشام إلى اليوم لا ينقَطِعُ الجهادُ بها، ولهذا أَمَرَ بالمسافرة إليه، ليغزوا، وليرابطوا، وأيضًا فهناك المسجدُ الأقصى وقبورُ أكثرِ الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.

و"الحَمَّادُ": كثير الحمد.

"المنزلة" ها هنا بمعنى المَنْزِل.

قال في "الصحاح": والمنزلة والمنزلُ واحدٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>