(الولاةُ): جمع وَلِيًّ، وهو بمعنى الصَّدِيق والحَبيب؛ يعني: أنَّ لكلَّ نبيًّ أحباءَ وقُرَنَاء، وهو أَوْلَى بهم، وأقربُ إليهم في جميع الأوقات.
"وولِيي أبي"؛ يعني: به إبراهيم صلوات الله عليهما، وقد بيَّنَ لقولهم:"وخليلُ ربي" بإضافة الخليل إلى قوله: (ربي)، أنَّ قولَه:(أبي) يعني به: إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، لا كما ذكر في كتاب "المصابيح"، وهو قوله:(ووليي أبي).
هذا معنى كلام الإمام التُّوْرِبشْتِي في "شرحه".
فعلى هذا (خليل ربي) معطوف على (ربي)، الذي هو مرفوع.
وكان قياسه أن يكون: وليي أبي خليلُ ربي، من غير (واو)؛ ليكون عطفَ بيانٍ لـ (أبي)، لأن الواو تؤدَّي إلى التغاير، فيؤذِنُ بأن الروايةَ: وليي أبي وخليلي ربي، كما هو في كتاب "المصابيح".
* * *
٤٤٩٠ - عَنْ جَابرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"إنَّ الله بَعثَنِي لِتَمَامِ مَكارِمِ الأخْلاقِ، وكَمَالِ مَحاسِنِ الأفعْالِ".
قوله:"إنَّ الله بعثني لتمامِ مكارمِ الأخلاق، وكمالِ محاسنِ الأفعال".
(بَعَثَ) إذا أَرْسَلَ، (التمامُ): مصدرُ (تَمَّ) إذا كَملَ، (المكارم): جمع مَكْرُمَة، وهي خصلةٌ يُكْرَمُ الشخصُ بها؛ أي: يَسْتَحِقُّ أن يكون كريمًا، والكَرَمُ ليس نفسَ السَّخَاء، ولهذا يوصَفُ العَرْشُ والقرآن بالكريم، بل الكريم صفةٌ محمودةٌ عالية.
و (الأخلاقُ): جمع خُلُق، و (المحاسن): جمع حُسْن، جمعٌ غير قياسي.
يعني: إن الله سبحانهَ بعثني إلى العالَم ليتمَّمَ بوجودي مكارمَ أخلاقِ عبادهِ، ويُكَمَّلَ بي محاسنَ أفعالهم.