قيل: المراد بـ "رعاةِ الشمس" الذين يحْفَظُون أوقاتَ الصلوات بطلوع الشمس وغروبها ودُلُوكها، وَينْظُرُون في سيرها؛ ليعرِفُوا مواقيتَها، وهذا دليلٌ على أنَّ معرفَة النجوم قَدْرَ ما يُعْرَفُ به مواقيت الصلاةِ مطلوبةٌ.
قال الشيخ محيي السنة في "التهذيب": معرفةُ دلائلِ القِبْلَةِ فرضٌ على العَيْن أم فرضٌ على الكفاية؟.
فيه وجهان: أَصَحُّهما فرضٌ على العين، يجبُ على كل بَصيرٍ أن يتعلَّمَها؛ لأنها تحصُلُ في ليالٍ ذواتِ عَدَدٍ، بخلاف تعلُّمِ العِلْم كان فرضًا على الكفاية، لا يحصل إلا بأن يَجْعَلَ مُعْظَمَ عمرهِ فيه.
قوله:"يتأزَّرُون على أنصافهم"؛ أي: يشدُّون الأُزُرَ على أنصافهم؛ أي: من السُّرَّةِ إلى تحت الركبة.
قوله:"ومناديهم ينادي في جو السماء"، قيل:(المنادي): المؤذَّن، (الجَوُّ) ما بين السماء والأرض؛ يعني: يؤذِّنُ مؤذِّنُوهم في جوِّ السماء؛ أي: في مواضعَ عاليةٍ مثل المنارة وغيرها.
"ولهم بالليل دويٌّ كدويِّ النحل"؛ يعني: لهم في الليل أصواتٌ خَفِيَّةٌ في التسبيح والتهليل وقراءة القرآن كدويِّ النحل، وهو هنيمته.