للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

موسى صلوات الله عليه، مع أنه نبيٌّ مرسَلٌ باتفاق، وفي نبوة الخَضر خلافٌ؟.

قيل: لأن علمَ الغيبِ اختصَّ بالله سبحانه {وَعِنْدَهُ مَفَاتحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمْهَا إلَّا هُوَ} [الأنعام: ٥٩]، فلا يطَّلِعُ عليه أحدٌ إلا بإطلاعِ الله إياه، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: ٢٦ - ٢٧]، فحينئذ لو اطَّلع المفضولُ على شيءٍ من المغيَّبات دون الأفضل جاز؛ لأنه لم يطَّلِعْ عليه إلا بإطلاع الله إياه.

والأفضلُ لا يلزمُ أن يكونَ له الاطلاع على سائر المغيَّبات، لأنه رِزْقٌ يسوقُه الله إلى مَن يشاء من عباده، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: ٢١]

* * *

٤٤٣٩ - وعَنْ أَبي هُريرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّما سُمِّيَ الخَضرَ لأنَّهُ جَلَس على فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فإِذَا هِيَ تَهْتزُّ منْ خَلْفِهِ خَضراءَ".

قوله: "على فروة بيضاء"، قال الخَطَّابي: (الفَرْوَةُ): جلدةُ وجْهِ الأرض، وصارت خضراءَ بعد أن كانت جَرْداءَ؛ أي: لا نباتَ فيها.

ويقال: بل أراد الهَشِيمَ من نباتٍ اخْضَرَّ بعد تَيَبُّسِه وبياضه.

قيل: اسم الخَضر: بلياء، قيل: كان من بني إسرائيل، وقيل: كان من أبناء الملوك الذين تزهَّدُوا في الدنيا.

* * *

٤٤٤٠ - وعَنْ أَبيْ هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ مَلَكُ المَوْتِ إلى مُوسَى فَقَالَ لهُ: أَجِبْ رَبَّكَ، قَالَ: فَلَطَمَ موسَى عينَ مَلَكِ الموتِ فَفَقأَهَا، قال: فرَجَعَ

<<  <  ج: ص:  >  >>