٤٣١٠ - وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يَسْتَخْلِصُ رَجُلًا منْ أُمَّتي على رُؤُوسِ الخَلائِقِ يَوْمَ القِيامَةِ، فيَنْشُرُ عليهِ تِسْعَةً وتسعينَ سِجِلًا، كُلُّ سِجلٍّ مِثلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يقولُ: أتُنْكِرُ مِنْ هذا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتي الحافِظونَ؟ فيقولُ: لا، يا رَبِّ! فيقولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ قالَ: لا، يا رَبِّ! فيقولُ: بَلَى، إنَّ لكَ عِنْدَنا حَسَنةً، وإنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيكَ اليَوْمَ، فتُخرَجُ بِطاقةٌ فيها: أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فيقولُ: احضُرْ وَزْنَكَ، فيقولُ: يا رَبِّ! ما هذهِ البطاقَةُ معَ هذهِ السَّجِلاتُ؟ فيقولُ: إنَّكَ لا تُظلَمُ، قال: فتُوضَعَ السِّجلاتُ في كَفَّةٍ والبطاقَةُ في كَفَّةٍ، فطاشَتِ السِّجلاتُ وثَقُلتِ البطاقَةُ، فلا يَثْقُلُ معَ اسمِ الله شَيْءٌ".
قوله:"إن الله يستخلصُ رجلًا من أمتي على رؤوسِ الخلائقِ": (استخلص شيئًا)؛ أي: اختاره لنفسه.
قوله:"كلُّ سِجلٍّ مثل مدِّ البصر"، (السِّجل): الكتاب، و (مدُّ البصر): عبارةٌ عما ينتهي إليه بصر الإنسان؛ يعني: كل كتاب منها طوله وعرضه مقدار ما يمتدُّ إليه البصر.
قوله:"فتخرجُ بطاقةٌ فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"، (البطاقة) بالكسر: رُقَيعةٌ تُوضَعُ في الثوب، فيها رقمُ الثمن بلغة أهل المصر، يقال: سميت بذلك؛ لأنها تُشبهُ بطاقةَ هذا الثوب، ذكره في "الصحاح".
قوله:"فتُوضَعُ السجلاتُ في كفةٍ، والبطاقةُ في كفةٍ، فطاشت السجلاتُ، وثقلت البطاقةُ"، (طاشت)؛ أي: خفت، (الطيش): خفة العقل.