للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عبد (١) الرحمن بن أبي حاتم في كتاب "العلل"، عن أبيه أنّه قال: محمد بن عباد بن جعفر ثقة، ومحمد بن جعفر بن الزبير ثقة، والحديث لمحمد بن جعفر بن الزبير أشبه.

وقال ابن منده: واختلف على أبي أسامة فروي عنه، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر. وقال مرة: عن محمد بن جعفر بن الزبير وهو الصواب؛ لأن عيسى بن يونس رواه عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سئل ... وذكر الحديث. أعني ابن منده.

وأما الحافظ أبو الحسن الدارقطني فإنه ذهب إلى الجمع فقال (٢): "ولما اختلف على أبي أسامة في إسناده أحببنا أن نعلم من أتى بالصواب فنظرنا في ذلك فوجدنا شعيب بن أيوب قد رواه عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير على الوجهين جميعًا، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ثم أتبعه عن محمد بن عباد بن جعفر فصحّ القولان


(١) العلل (١/ ٤٤) برقم ٩٦ قلت: ولعل السقط يمكن استدراكه من الإمام لابن دقيق العيد (١/ ٢٠١) حيث قال: " ... ويعيش بن الجهم، وغيرهم. وتابعهم الشافعي عن الثقة عنده، عن الوليد، عن محمد بن عباد بن جعفر، قاله الدارقطني".
وذكر ابن منده أن أبا ثور رواه عن الشافعي، عن عبد الله بن الحارث المخزومي، عن الوليد بن كثير. قال: "ورواه موسى بن أبي الجارود عن البويطي، عن الشافعي، عن أبي أسامة وغيره، عن الوليد بن كثير".
فدل روايته على أن الشافعي سمع هذا الحديث من عبد الله بن الحارث وهو من الحجازيين، ومن أبي أسامة وهو كوفي جميعًا عن الوليد بن كثير.
وقد اختلف الحفاظ في هذا الاختلاف بين محمد بن عباد ومحمد بن جعفر، فمنهم من ذهب إلى الترجيح، فيقال عن أبي داود أنه لما ذكر حديث محمد بن عباد، قال: "هو الصواب " وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب العلل ... إلخ.
(٢) السنن (١/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>