للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما صاحب حمص والحلبيون فإنهم أجابوا إلى ذلك وحلفوا له. وأما الملك المظفر فإنه امتنع من ذلك وأظهر الانحياز إلى خاله السلطان الملك الكامل، وأرسل إلى الملك المجاهد صاحب حمص: «أنى لا أجيب إلا بشرط أن تعطينى سلمية وقلعة شميميش (١)» لما يعلم أنه لا يجيب إلى ذلك. وجعل ذلك ذريعة إلى موافقة خاله الملك الكامل. ثم سير الشيخ أبا سالم ابن القاضى كمال الدين مظفر بن الثقفى - وهو من أعيان فقهاء حماة وأكابر أهلها - رسولا إلى السلطان الملك الكامل يعلمه أنه لم يزل مملوكه ومنتميا إليه، وإنما كان وافق الملك الأشرف اضطرارا وخوفا على بلده من الملك الأشرف والحلبيين وصاحب حمص وسلطان الروم غياث الدين.

ولما وصل رسول الملك المظفر صاحب حماة إلى الديار المصرية أكرمه [السلطان الملك الكامل (٢)] غاية الإكرام. وقبل الملك الكامل عذر الملك المظفر، ووعده أن يضيف إليه سلمية، ويأخذها له من صاحب حمص هى وقلعتها، وحلف له على ذلك. ورجع رسول الملك المظفر من عند الملك الكامل مكرما.

وسير الحلبيون الصاحب كمال الدين بن العديم (٣) رسولا ومعه علاء الدين طيبغا متولى حلب الظاهرى إلى السلطان الملك المظفر والملك المجاهد لتوفيق الأمر بينهما.

فأبى كل واحد منهما أن يجيب صاحبه إلى ما يريد. وقال السلطان الملك المظفر:


(١) في المتن «شميمس» والصيغة المثبتة من ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٣٤؛ انظر ما سبق، ابن واصل، ج ٤، ص ٢٨٢، حاشية ٧.
(٢) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٣) ذكر ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٣٣ - ٢٣٥) تفصيلات هامة عن هذه السفارة التي قام بها مع الأمير علاء الدين طيبغا الظاهرى ليوفق بين صاحب حمص وصاحب حماة.

<<  <  ج: ص:  >  >>