٣١٢١ - وفي الحادي والعشرين من جمادى الأولى توفي الفقيه الإمام أبو الحسن علي ابن الشيخ الأجل أبي عبد الله محمد ابن الشيخ الأجل أبي الحسن علي ابن الشيخ الأجل أبي الفرج مهران بن علي بن مهران القرميسيني الأصل الإسكندراني المولد والدار الشافعي المنعوت بالمحيي، بثغر الإسكندرية، وصلى عليه الحاكم بها يومئذ أبو محمد الربعي، ودفن خلف مصلى السواري.
تفقه بالإسكندرية على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- على جماعة. وانقطع إلى شيخنا الفقيه أبي العز مظفر بن عبد الله الشافعي المعروف بالمقترح مدة. وسمع من الفقيهين: أبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف وأبي عبد الله محمد بن محمد بن الحسن الكركنتي، وعبد العزيز بن فارس بن الحسين الشيباني، وشيخنا الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي. وتأدب وقال الشعر، وشهد عند القضاة، وتولى الإمامة بجامع الشافعية بثغر الإسكندرية مدة. ودرس وانتفع به جماعة.
وقدم مصر قديما، ثم قدمها بعد ذلك، وحدث بها، سمعت منه وسألته عن مولده، فقال: في رمضان سنة سبع وسبعين وخمس مئة بالإسكندرية. وكان على طريقة جميلة من الإقبال على الاشتغال بالعلم وإفادته وترك ما لا يعنيه.
وهو من بيت مشهور بالفضل والتقدم. وقد تقدم ذكر والده أبي عبد الله محمد وجده أبو الحسن علي سمع من أبي علي كتائب بن علي الفارقي، حدثنا عنه الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي. وجد أبيه أبو الفرج مهران بن علي ولد بقرميسين وقدم الإسكندرية على خاله واستوطنها، وسمع من غير واحد، وكتب عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، وسافر الكثير في التجارة إلى العراق والجبل والشام واليمن والهند وكان من رؤساء التجار وقد تقدم ذكر أبي القاسم عبد الرحمان المنعوت بالصدر ولد أبي الحسن علي هذا.