١١٤٦ - وفي ليلة العشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجل العالم أبو أحمد عبد الوهاب ابن الشيخ الأجل الأمين أبي منصور علي بن علي بن عبيد الله البغدادي الصوفي المعروف بابن سكينة، وهي جدته أم أبيه، ببغداد، ودفن من الغد بباب رباط الزوزني.
ومولده في ليلة العاشر من شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي سبط الشيخ أبي منصور الخياط، وعلى الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني وغيرهما، ورافق الإمام أبا سعد عبد الكريم ابن السمعاني، وسمع معه من جماعة. ثم قرأ هو بنفسه وحصل المسموعات، وسمع ببغداد من والده أبي منصور الأمين وجده لأمه شيخ ⦗٢٠٢⦘ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري، ومن آباء القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، ومن أبي منصور عبد الرحمان بن محمد بن عبد الواحد القزاز، ومحمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، والحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، والشريف أبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله. وسمع من القادمين عليهم: من الإمامين: أبي عبد الله محمد وأبي سعد عبد الصمد ابني حمويه بن محمد بن حمويه الجوينيين، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي وجماعة جمة. وسمع بالكوفة من الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثي، وسمع بمنى من والدته أم عبد الرحمان، وأم البنين آمنة بنت شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد الصوفي.
وخرج له صاحبنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود ابن النجار مشيخة في جزءين.
وحدث بمكة، والمدينة -شرفهما الله تعالى- وببغداد، والشام ومصر. ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد غير مرة. وحدث زيادة على أربعين سنة. وكان من الصالحين والعباد العاملين لازما لطريقة السلف الصالح مشتغلا بما ينفعه في الآخرة من المتجر الرابح.