فرأَى رسول اللَّه ﷺ، فعرف في وجهه الجوع، فقال لغلامه: ويحك! اصنع لنا طعاماً لخمسة نفر، فإني أُريد أن أدعو النبي ﷺ خامسَ خمسة. قال: فصنع، ثم أتى النبي ﷺ فدعاه خامس خمسة، فأتبعهم رجل، فلما بلغ البابَ قال النبي ﷺ: «إن هذا اتبعنا، فإن شئت أن تأذن له، وإن شئت رجع. قال: بل آذن له» (١).
ورواه شعبة وأبو معاوية وابن نمير: كلهم عن الأعمش.
أخرجه الثلاثة.
٦٠٠٢ - أَبُو شَقْرَةَ
(ب د ع) أَبُو شَقْرَةَ التَّمِيمِيّ.
روى عنه مخلد بن عقبة أنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا رأيتم الفَيء على رُءوسهنَّ مثلَ أَسْنِمَةِ البُخْتِ، فأَعلموهُنَّ أَنَّهنَّ لا تُقبَلُ لهنَّ صَلَاةٌ».
قال: والفَيءَ: الفَرعُ (٢).
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: فيه نظر.
٦٠٠٣ - أَبو الشُّمُوسِ
(ب د ع) أَبو الشُّمُوسِ البَلَوِيّ.
شهد مع رسول اللَّه ﷺ غزوة تبوك.
أخبرنا أبو الفرج الثقفي بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب أبو محمد العثماني، حدثنا زياد بن نصر، عن سليم بن مطير، عن أبيه، عن أبي الشموس البلوي قال: كنت مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة تبوك، فوَجَدنا رسول اللَّه ﷺ قد نزلنا على بئر ثمود، فعَجَنَّا واستقينا، فأمرنا رسول اللَّه ﷺ أن نُهَريق الماء، وأن نطرَح العجين وننفِرَ (٣)، وكنت حَسَيت حَسْيةً لي، فقلت: يا رسول اللَّه، أُلقمُها راحلتي؟ قال: ألقمها إياها.
فهرقنا الماء، وطرحنا العجين، ونَفَرنَا حتى نزلنا على بئر صالح ﵇.
أخرجه الثلاثة.
(١) مسلم، كتاب الأشربة، باب «ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه»: ٦/ ١١٥ - ١١٦.
(٢) الفرع- بفتح فسكون-: الشعر التام. والبخت: جمال طوال الأعناق. ويقول ابن الأثير في النهاية: «شبه رءوسهن بأسنمة البخت، لكثرة ما وصلن به شعورهن حتى صار عليها من ذلك ما يفيئها، أي: يحركها خيلاء وعجبا».
(٣) أي: نمضي من هذا المكان.