للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على اليسرى، والطائفةُ الأخرى تقولُ: إذا قام يُصلي يُرسلُ يديه. والمسألةُ ليست خلافًا في العقيدةِ، وإنما المسألةُ خلافٌ في سُنَّةٍ من سننِ الصلاةِ، وهي محلُّ اجتهادٍ، كلُّ واحدٍ يقولُ للآخرِ إنه كافرٌ؛ لأنَّه رَغِبَ عن سُنَّةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد قال - صلى الله عَلَيْهِ وسلم -: "مَنْ رَغِبَ عن سُنَّتِي فليس مني". انْظُرِ البلاءَ.

الآن الشبابُ صار خلافُهُم في أمرٍ آخَرَ في الأشخاصِ، يجعلون الشخصَ هدفًا، ما تقولُ في فلانٍ؟ إن قال: واللهِ فلانٌ من خيرِ عبادِ اللهِ، انشرح صدرُه، وكأنما أُعْطِيَ الجنَّةَ، وإذا قال: واللهِ هذا الرجلُ عنده انحرافٌ في المَسْلَكِ، إنسانٌ فيه كذا وفيه كذا انقبض، وضاق صَدْرُه، وتَرَك صاحبَه.

وهذا غَلَط يا إخوانُ! فالرجالُ إن أخطؤوا فاسألِ اللهَ أن يَعْفُوَ عنهم خَطَأَهم؛ لأنَّهم مسلمون مَهْمَا كانوا لا يخرجون من الإسلامِ، وإن أصابوا فخُذْ بصوابِهِم واحمَدْهم، وخَطَؤُهم لا تَأْخُذْ به، أما أن تَجْعَلَهُم مَحَكًّا للولاءِ والبَرَاءِ، فهذا غَلَطٌ عظيمٌ.

فإن قال قائلٌ: في بعضِ الأحيانِ قد يُسألُ الإنسانُ من بعضِ العوامِّ، أو من المستقيمين الذين ليس عندهم عِلْمٌ: ما رأيُكَ في فلانٍ وفلانٍ ممن هم معيَّنون، فما هو موقفُ طالِبِ العِلْمِ؟

فالجوابُ: إذا قال: ما رأيُكَ في فلانٍ وفلانٍ؟ فنحن نَعْرِفُ الآن أنَّ هناك رؤوسًا هي الناقوسُ للناسِ، هذه إذا سألني أقولُ: "ما لك ولفلانٍ؟ دَعْه إن كان ميتًا فقد واجه رَبَّه، وإن كان حيًّا فنسألُ اللهَ له الإستقامةَ"، فقط؛ أمَّا إذا حَدَّدَ فقال: ما تقولُ في رأيِ فلانٍ، هنا يجبُ أن أتكلَّمَ، أقولُ: هذا صوابٌ أو خطأٌ، حسبما يكون عندي.

<<  <   >  >>