للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالجهاد، فمن أمر بالجهاد فإن الله قد تكفل لهم بالنصر، وأما من لم يؤمروا به فليس هناك مغالبة بينهم وبين أعدائهم حتى يقال: إنهم انتصروا، ويكون قتلهم غير منافٍ للآية.

الوجه الثالث: أن يقال: إن المراد بالنصر المطلق هو نصر الآخرة، أما نصر الدنيا فليس بمضمون.

الوجه الرابع: أن المراد بالنصر انتصارهم بالحجة لا بالشخص، يعني انتصار ما جاءوا به، وظهوره دون الغلبة الحسية، فإن ذلك ليس بذي أهمية بالنسبة لغلبة ما جاءوا به من الشريعة.

فهذه أربعة أوجه في الجواب عن الواقع، الذي قد يخالف ظاهر الآية، ويجب أن نعلم أنه لا يمكن أن يوجد في القرآن شيء صريح يخالف الواقع ولا في السنة شيء صحيح صريح يخالف الواقع.

وتأمل القيد في قولنا بالنسبة للسنة: "صحيح"، لأنه قد يأتي في السنة أحاديث غير صحيحة، فلهذا احتجنا أن نقول صحيح، أما في القرآن فلا يحتاج نقول صحيح، لأنه منقول بالتواتر فكله صحيح.

إذًا لا يمكن أن يوجد في القرآن شيء صريح يخالف الواقع ولا في السنة شيء صحيح صريح يخالف الواقع، فإن وجد ما ظاهره مخالفة الواقع فاعلم أنه إما أن يكون مخالفة ولكن المخالفة من وهمك، بمعنى أن يكون الواقع غير مخالف لظاهر القرآن، أو يكون ما ظننته صريحًا من القرآن غير صريح، فمثلًا

<<  <   >  >>