للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: ما ثبت في الصحيح في قصة الرجل الذي قال: "ليت لي مثل مال فلان فأعمل فيه مثل ما عمل فلان، وكان ينفق ماله في الخير" (١).

وكذلك في قصة الرجلين يقتتلان كلاهما يدخل النار، فقيل: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ ! قال: "لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه" (٢) فإذا كان من فعل السيئة ولم يتمها يؤزر عليها فمن فعل الحسنة ولم يتمها من باب أولى أن يؤجر عليها.

٤ - ومن فوائدها: أن العبادة ما أمر الله به وإن كانت في غير هذا الموضع معصية، فإن قتل الابن من أكبر الكبائر، فإذا أمر الله به صار طاعة، ومن أفضل الطاعات؛ لأن تنفيذه من أشق ما يكون على النفس، فإذا نفذه الإنسان مع قوة الداعي لمنعه كان ذلك أكمل وأفضل. ولهذا نظير، فالسجود لغير الله شرك، ولما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم صار السجود لآدم طاعة، فالحاصل أن العبادة ما أمر الله به، وإن كان جنسها قد يكون معصية في موضع آخر.

٥ - ومن فوائدها: العمل بالرؤيا إذا كانت صالحة، ولكن هل هذا في كل رؤيا؟


(١) أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر (٢٣٢٥) وابن ماجه، كتاب الزهد، باب النية (٤٢٢٨) وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (٣١)، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيها (٢٨٨٨) (١٤).

<<  <   >  >>