(٢) من قصيدة للخنساء ترثى أخاها صخراً، وفيها: فما عجول على بو تطيف به ... لها حنينان إصغار وإكبار لا تسأم الدهر منه كلما ذكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار يوما بأوجد منى حين فارقنى ... صخر وللدهر إحلاء وإمرار و(العجول): الناقة التي أسقطت حملها قبل تمام شهرين، والتي فقدت ولدها بنحر أو موت، و (البو): جلد محشو تدر الناقة لأجله. وطاف به يطوف (يطيف): إذا دار حوله. ويروى: تحن له. و (إصغار وإكبار): بدل من حنينان. ويروى: إعلان وإسرار. أي: لا تمل طول الدهر مما ذكر من الحنين ورجوعه للبو. ويروى بدل هذا الشطر: (ترتع ما غفلت حتى إذا ذكرت)، أى: ترعى مدة غفلتها عنه، فإذا تذكرته فإنما هي (إقبال وإدبار) أي: ذات إقبال وذات إدبار، أو مقبلة ومدبرة، أو هي نفس الإقبال والأدبار مبالغة [وهذا هو موطن الشاهد]. أى: تلتفت تارة أمامها وتارة خلفها وتتلهى عن الرعي. و (بأوجد): خبر عجول. ويروى: بأوجع، أى: ليست أشد حزنا منى حين فارقني أخي، ثم تسلت بقولها: (وللدهر إحلاء وإمرار). والمراد: أن الدهر ينعم العيش تارة ويبئسه أخرى. ينظر: ديوان الخنساء (١/ ٤٦) [اعتنى به وشرحه: حمدو طماس، دار المعرفة، بيروت، ط: الثانية، ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م]، التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا (١/ ١٢٠) [لأبي العباس المبرد ت: ٢٨٥ هـ، تحقيق: إبراهيم الجمل، نهضة مصر للطباعة]، شرح أبيات سيبويه (١/ ١٨٨) [ليوسف بن المرزبان السيرافي ت: ٣٨٥ هـ، تحقيق: د. محمد هاشم، دار الفكر للطباعة، القاهرة، ط: ١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م]، زهر الآداب وثمر الألباب (٤/ ٩٩٩) [لأبي إسحاق الحُصري القيرواني ت: ٤٥٣ هـ، دار الجيل، بيروت]، دلائل الإعجاز (١/ ٣٠٠)، لسان العرب (١١/ ٥٣٨)، خزانة الأدب (١/ ٤٣١).