تكونت بتعاقب الوراثة، أي التي تتألف الأخلاق القومية من مجموعها، هي تُراث ماضٍ ساعد أجدادُنا على تكوينه، فنساعد على تكوينه أيضاً من أجل ذُرِّيَّاتنا، وهذه المشاعر، وإن كانت تختلف بين شعب وشعب لا تختلف إلا قليلًا في الشعب الواحد.
ولا ريب في وجود أثر لكل جيل فيما هو أساسي من الأخلاق القومية، ولكن هذا الأثر ضعيفٌ، ولا بد من مرور عدة قرون حتى يبدو الطورُ الناشئ عن الآثار الموروثة المتراكمة بالتدريج واضحًا، وعلى ما تؤدي إليه التربية والبيئة والأحوال من التطور السريع لا يكون هذا التطور إلا مؤقتاً.
والواقع أن صفاتِ العرق الخُلقية والعقلية ثابتةٌ ثباتَ صفات الأنواع الجسمانية، واليوم نعلم أن هذه الصفات تتحول مع الزمن أيضاً، وإن عدَّها علماءُ التاريخ الطبيعي سابقاً لا تتبدل مطلقاً.
شكل ٢ - ١: بائع خبز جائل في القدس (من صور فوتوغرافية)