شكل ٥ - ٨: شمعدان للسلطان قلاوون (من تصوير بريس الأفيني)
تظل المساجد مُفَتَّحَة الأبواب من الفجر إلى العشاء، أي إلى نحو الساعة الثانية بعد الغروب.
وكل مسجد مستقلٌّ عن الآخر، ويُنفَق على المسجد من رَيْع ما وَقَفَه عليه مؤسسوه مع ما يُضاف إليه من الحُبُس، ويدير شؤونه قَيِّمٌ يساعده جماعةٌ من الأئمة والحجاب والمؤذنين والسَّقَّائين والخَدَم ... إلخ، ممن تجدهم حتى في أصغر المساجد، ويمارس أئمة المساجد، في الغالب، مِهَناً أخرى بالإضافة إلى أَمِّهم المصلين في الأوقات المعينة.
وكما أن مساجد المسلمين مراكزُ للاجتماع وملاجئ للغرباء ومراجع للمرضى هي، كذلك، موائل للتعليم، وفي أصغر المساجد يُعلَّم الأولاد، وتُعد المساجد الكبيرة من الجامعات التي لا تَقِلُّ، أحياناً، عن جامعات أوربة أهمية، ونذكُر منها: الجامع الأزهر الشهير القائم في القاهرة، والذي يضم ثلاثمائة أستاذٍ، وأكثر من عشرة آلاف طالب يَقصِدونه من جميع نواحي العالم الإسلامي.
حقاً إن الجامع الأزهر مركزٌ دينيٌّ وأدبيٌّ مهمٌّ إلى الغاية، وأنه يَتَخَّرَج على أساتذته خلقٌ كثير من الوعاظ والعلماء والقضاة والأعيان والنافذين ... إلخ، ومن دواعي الأسف أن يَظَلَّ التعليم في الجامع الأزهر على الحال التي كان عليها عند بدء انحطاط العرب، وأن يسير على برنامج مماثل لبرنامج جامعاتنا في أواخر القرون