الانسياق مع التيار، وما أكثر ما كان يَهيج في نفسي من الذكريات والمناظر الخيالية الجميلة الساحرة! وما أكثر ما كنت أتَمَثل به ما نَسِيتُ من الصور والرسوم والمشاهد والأماني اللطيفة فأترنَّح مُسَلِّمًا أمري إلى سحره! وهو المؤثِّر الذي يناقض ما تعودناه.
شكل ٥ - ٧: نافذة مسجد عربي (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
وإذا ما دام تأثير تلك الأنغام بعض الزمن خلع أولئك الدراويش أَرْدِيَتِهم، ولم يبقَ عليهم سوى قُمُصِهم، باسطين أَذْرُعَهم كالصليب، راقصين حول أنفسهم بانتظام، متدرجين ببطء مائلي الرؤوس، فاتحي الأفواه مُغمضي العيون فاقدي المشاعر، وما كان وَضعُ ذُرْعانهم المُتعِبُ، الذي لا يحتمله الإنسان في الأحوال العادية إلا لبضع دقائق؛ ليُزعِجهم في ربع ساعة، وما كنت لأجدَ في حركاتهم غيرَ العذوبة والانتظام الرائع، فيُخيَّل إليَّ أنني تِهت فيما لا حَدَّ له من الأخيلة التي يَعجِز عن وصف سحرها القلم، قال ذلك الكاتب: