للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

شرح الحديث:

(عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) -رضي اللَّه عنه- أنه (قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ) أي النبويّ (فَدَخَلَ رَجُلٌ) يَحْتَمِلُ أن يكون ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-، فقد أخرج الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مسنده" من طريق يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صُرَد، عن أُبيّ بن كعب -رضي اللَّه عنهما- قال: قرأت آيةً، وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: "بلى"، فقال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ فقال: "بلى، كلاكما محسن مُجْمِل"، قال: فقلت له، فضرب صدري. . . الحديث.

(يُصَلِّي) جملة في محلّ نصب على الحال المقدرّة، كما في قوله تعالى: {فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}. (فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ) أي بالقلب، أو اللسان (ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ) وفي نسخة: "رجلٌ آخر" (فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قَرَاءَةِ صَاحِبِهِ) أي فأنكرتها عليه أيضًا، وقيل: الظاهر أنه لم تكن قراءة هذا الآخر منكرةً عند أُبيّ -رضي اللَّه عنه-، وإلا لذكر الإنكار عليه أيضًا (فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ) هذا يدلّ ظاهره على أن أُبيًّا -رضي اللَّه عنه- أيضًا كان في الصلاة، قال القاري -رَحِمَهُ اللَّهُ-: والظاهر أنها الضحى، أو نحوها من النوافل (دَخَلْنَا جَمِيعًا) أي حال كوننا مجتمعين (عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) أي في حُجْرة من حُجَره، وهو متعلّق بـ "دَخَلنا" (فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا) مشيرًا إلى الرجل الأول الذي أنكر قراءته (قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ) حيث خالفت قراءته قراءتي (وَدَخَلَ آخَرُ) قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا عطف على مقدّر، أي قلتُ: إن هذا دخل في المسجد، فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ودخل آخر (فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) أي بالقراءة حتى يسمع وتأكّد من كون قراءتهما صحيحة، أو خطأ (فَقَرَآ) بلفظ التثنية، أي قرأ الرجلان (فَحَسَّنَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-) بتشديد السين المهملة، من التحسين (شَأْنَهُمَا) أي حالهما، والمراد قراءتهما، أي قال: كلامكما محسنٌ، أو قال لكلّ واحد منهما: أحسنت، وعند البيهقيّ: "فقال: أحسنتما، أو أصبتما"، وفي رواية لعبد اللَّه بن أحمد: "قال: قد أحسنتم" (١).

(فَسُقِطَ فِي نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ) أي اعتراني، وأصابني، حَيْرَةٌ ودَهْشَةٌ،


(١) "المرعاة" ٧/ ٣٠٨.