للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ودعا له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالفهم في القرآن، فكان يُسَمَّى البحر والْحَبْر؛ لسعة علمه، وقال عمر -رضي اللَّه عنه-: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عَاشره منا أحد، وهو أحد المكثرين السبعة من الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، وأحد العبادلة الأربعة، ومن فقهاء الصحابة المشهورين بالفتوى -رضي اللَّه عنهم-.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزهريّ أنه قال: (حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ) بن مسعود حفيد عتبة بن مسعود الصحابيّ، أخي عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنهما- (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ) -رضي اللَّه عنهما- (حَدَّثَهُ) أي حدّث عبيدَ اللَّه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ) قال في "الفتح": هذا مما لم يُصَرِّح ابن عباس بسماعه له من النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكأنه سمعه من أبي بن كعب، فقد أخرج النسائيّ من طريق عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أُبَيّ بن كعب نحوه، والحديث مشهور عن أُبّيّ، أخرجه مسلم وغيره من حديثه، وهو الحديث التالي لهذا ("أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام) القرآن (عَلَى حَرْفٍ) واحد، أي في الأمر (فَرَاجَعْتُهُ) أي جبريل عليه السلام، أي طلبت منه أن يراجع اللَّه عزَّ وجلَّ في التخفيف على أمتي، وليس المراد أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- راجع جبريل حتى يُخفّف له من عنده؛ لأنه لا يستطيع ذلك، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.

وفي حديث أُبيّ -رضي اللَّه عنه- الآتي: "أُرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هَوِّن على أمتي وفي رواية: "وإن أمتي لا تطيق ذلك".

(فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ) أي أطلب منه الزيادة في التخفيف، والتوسعة.

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- معناه: لم أزل أطلب منه أن يطلب من اللَّه تعالى الزيادة في الحرف، للتوسعة والتخفيف، ويسأل جبريل ربه سبحانه وتعالى، فيزيده حتى انتهى إلى السبعة. انتهى (١).

وفي رواية أبي داود من حديث أُبَيّ -رضي اللَّه عنه-: "فقال لي الملك الذي معي: قل: على حرفين، حتى بلغت سبعة أحرف"، وفي رواية للنسائيّ من طريق أنس، عن أُبيّ بن كعب: "أن جبريل وميكائيل أتياني، فقال جبريل: اقرأ


(١) "شرح النووي" ٦/ ١٠١.