[الخامس]: ما يتغير بالتقديم والتأخير، مثل:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}[ق: ١٩] في قراءة أبي بكر الصديق، وطلحة بن مصرف، وزين العابدين:"وجاءت سكرة الحق بالموت".
[السادس]: ما يتغير بزيادة، أو نقصان، مِثالُ الزيادة ما نقل عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: "وأنذر عشيرتك الأقربين، ورهطك منهم المخلصين"، ومِثالُ النقص، قراءة ابن مسعود، وأبي الدرداء -رضي اللَّه عنهما-: "والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى".
[السابع]: ما يتغير بإبدال كلمة بكلمة ترادفها، مثل {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}[القارعة: ٥] في قراءة ابن مسعود، وسعيد بن جبير:"كالصوف المنفوش".
وهذا وجه حسن، لكن استبعده قاسم بن ثابت في "الدلائل"؛ لكون الرخصة في القراءات إنما وقعت، وأكثرُهم يومئذ لا يكتب، ولا يعرف الرسم، وإنما كانوا يعرفون الحروف بمخارجها، قال: وأما ما وُجِد من الحروف المتباينة المخرج المتفقة الصورة، مثل {نُنْشِزُهَا}، و (ننشرها)[البقرة: ٢٥٩]، فإن السبب في ذلك تقارب معانيها، واتفق تشابه صورتها في الخط.
قال الحافظ: ولا يلزم من ذلك توهين ما ذهب إليه ابن قتيبة؛ لاحتمال أن يكون الانحصار المذكور في ذلك وقع اتفاقًا، وإنما اطلع عليه بالاستقراء، وفي ذلك من الحكمة البالغة ما لا يخفى.
وقال أبو الفضل الرازيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه في الاختلاف:
الأول: اختلاف الأسماء، من إفراد، وتثنية، وجمع، أو تذكير وتأنيث.
الثاني: اختلاف تصريف الأفعال، من ماض، ومضارع، وأمر.