قال البيهقي: اللفظ الذي رواه ابن عيينة في هذا الإسناد إنما هو في قصّة ابن أم مكتوم الأعمى.
قال ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقد اشتبهت القصتان على غير واحد، وقد سبق عن الإمام أحمد أنه ذكر أن ابن أم مكتوم سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى، وإنما هو عتبان بن مالك.
وقد اشتبه على بعض الرواة محمود بن الربيع الراوي له عن عتبان، فسماه محمود بن لبيد، وهو -أيضًا- وَهَمٌ، وقد وقع فيه بعض الرواة للحديث عن مالك.
وقال يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن محمود بن الربيع -أو الربيع بن محمود- شك يزيد.
وقد روي عن ابن عيينة بإسناد آخر: أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"، من طريق عبيد اللَّه بن محمد: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة -إن شاء اللَّه-، عن عتبان بن مالك، أنه سأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن التخلف عن الصلاة، فقال:"أتسمع النداء؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَلَمْ يرخص لَهُ.
وهذا الإسناد غير محفوظ، ولهذا شك فيه الراوي -إما عن سفيان أو غيره-، وقال:"إن شاء اللَّه"، وإنما أراد حديث محمود بن الربيع.
وأما ابن أم مكتوم، فقد خرّجه مسلم من رواية يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل أعمى، فقال: يا رسول اللَّه، أنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال:"هل تسمع النداء بالصلاة؟ " قال: نعم. قال:"فأجب".
وأخرج الإمام أحمد وابن حبان في "صحيحه" من حديث عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أتى ابن أم مكتوم إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه، منزلي شاسع، وأنا مكفوف البصر، وأنا أسمع؟ قال:"فإن سمعت الأذان فأجب، ولو حبوًا، ولو زحفًا".
وعيسى بن جارية، تُكُلِّم فيه.
وأخرج الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وابن خزيمة في