٥ - (ومنها): أن أنسًا -رضي اللَّه عنه- أحد المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة، مات سنة ٩٣، وقيل: سنة ٩٢، وقيل غير ذلك، وقد جاوز عمره مائة سنة، واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَس) بن مالك -رضي اللَّه عنه- (أَنَّ رَجُلًا جَاءَ) قال في "التنبيه": هو رفاعة بن رافع، قال الخطيب: وقد رُوي أن رفاعة حَكَى ذلك عن غيره، لا أنه مما جرى له، قاله النوويّ. انتهى (١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: كون المراد رفاعة بن رافع بعيدٌ جدًّا؛ لأن سياق الحديث يرفعه، كما لا يخفى.
قال القرطبيّ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقد رَوَى البخاريّ من حديث رفاعة بن رافع -رضي اللَّه عنه- قال: كنّا نُصلّي يومًا وراء النبيّ -صلي اللَّه عليه وسلم-، فلَمّا رفع رأسه من الركعة قال:"سَمِعَ اللَّه لمن حَمِدَه"، قال رجلٌ من ورائه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركا فيه، فلَمّا انصرف قال:"من المتكلّم آنفًا؟ " قال: أنا، قال:"رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّل".
قال: ومساق الحديث يدلّ على أنه حديث آخر، غير حديث أنس هذا، فإن ذلك حَمِدَ اللَّه على إدراكه الصلاة مع النبيّ -صلي اللَّه عليه وسلم-، وهذا حَمِدَ اللَّه عند الرفع من الركوع، وعند قول النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سَمِعَ اللَّه لمن حَمِده"، وحينئذ لا يكون بينهما تعارضٌ، وهذا أولى من أن يُقدّرونها قصّةً واحدةً، ويُتَعَسَّف إما في