للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مسعود -رضي اللَّه عنه-، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان إذا دخل في الصلاة يقول: "اللَّهمّ إني أعوذ بك من الشيطان، وهمزه، ونفخه، ونفثه"، رواه ابن ماجه، والحاكم، وهذا لفظه، وقال: صحيح الإسناد، فقد استشهد البخاريّ بعطاء بن السائب (١).

ورَوَى عليّ بن عليّ الرِّفاعيّ، عن أبي المتوكّل، عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللَّه عنه-، قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة بالليل كبّر، ثم يقول: "أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه" (٢)، أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذيّ، وقال: كان يحيى بن سعيد يتكلّم في عليّ بن عليّ، وقال أحمد: لا يصحّ هذا الحديث.

قال ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: كذا قال، وإنما تكلّم فيه يحيى بن سعيد من جهة أنه رماه بالقدر، وقد وثّقه وكيع، ويحيى بن معين، وأبو زرعة، وقال أحمد: لا بأس به، إلا أنه رفع أحاديث، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، ولا يُحتجّ بحديثه.

وإنما تكلّم أحمد في هذا الحديث؛ لأنه رُوي عن عليّ بن عليّ، عن الحسن مرسلًا، وبذلك أعاد أبو داود، وأخرج في "مراسيله" من طريق عمران بن مسلم، عن الحسن أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجّد يقول قبل أن يكبّر: "لا إله إلا اللَّه، لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر كبيرًا، اللَّه أكبر كبيرًا، أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه"، ثم يقول: "اللَّه أكبر".

وفي الباب أحاديث أُخَر مرفوعة فيها ضعفٌ، واعتماد الإمام أحمد على المرويّ عن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- في ذلك، فإنه رُوي التعوّذ قبل القراءة في الصلاة عن عمر بن الخطّاب، وابن مسعود، وابن عمر، وأبي هريرة -رضي اللَّه عنهم-، وهو قول جمهور العلماء، كما تقدّم، والجمهور على أنه غير واجب.


(١) لكن عطاء مختلطٌ، وروى عنه محمد بن فُضيل بعد الاختلاط، وهذا من روايته، وفي سماع أبي عبد الرحمن السلميّ من ابن مسعود كلام، فتنبّه.
(٢) وصححه الشيخ الألباني. انظر: "صفة صلاة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-" (ص ٩٥).