للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويَحْتَمِل أن تكون الكاف بمعنى "على"، والعائد إلى الموصول محذوفٌ، أي أنت ثابتٌ دائم على الأوصاف الجليلة التي أثنيت بها على نفسك، والجملة على الوجهين في موضع التعليل.

وفيه إطلاق لفظ النفس على ذاته تعالى بلا مشاكلة.

وقيل: "أنت" تأكيد للمجرور في "عليك"، فهو من استعارة المرفوع المنفصل موضع المجرور المتّصل؛ إذ لا منفصل في المجرور.

و"ما" في "كما" مصدريّة، والكاف بمعنى "مثل" صفة "ثناءً"، وَيَحْتَمِلُ أن تكون "ما" على هذا التقدير موصولةً، أو موصوفةً، والتقدير: مثل ثناء أثنيته، أو مثل الثناء الذي أثنيته، على أن العائد المقدّر ضمير المصدر، ونصبه على كونه مفعولًا مطلقًا، وإضافة "مثل" إلى المعرفة لا يضرّ في كونه صفة نكرة؛ لأنه متوغّلٌ في الإبهام، فلا يتعرّف بالإضافة.

وقيل: أصله: ثناؤك المستَحَقّ! كثنائك على نفسك، فحُذف المضاف من المبتدأ، فصار الضمير المجرور مرفوعًا. انتهى كلام السنديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٤٣/ ١٠٩٥] (٤٨٦)، و (أبو داود) في "الصلاة" (٨٧٩)، و (النسائيّ) في "الطهارة" (١/ ١٠٢ - ١٠٣) و"الصلاة" (٢/ ٢١٠ و ٢٢٢)، و (مالك) في "الموطأ" (١/ ٢١٤)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٢٨٨١)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٥٨ و ٢٠١)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (٦٥٥ و ٦٧١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (١٩٣٢ و ١٩٣٣)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار" (١/ ٢٣٤)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١/ ١٢٧)،


(١) "حاشية السنديّ على النسائيّ" ١/ ١٠٣ - ١٠٤.