للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بمعنى مكتوب، وجمعه فُرُشٌ، مثلُ كتاب وكُتُب، وهو فَرْشٌ أيضًا تسميةً بالمصدر، يقال: فَرَشتُ البِساطَ وغيره، من باب نصر، وفي لغة من باب ضرب: بسطته، وافترشته، فافترَشَ هو، أفاده الفيّوميّ (١). (فَالْتَمَسْتُهُ) أي طلبته، وفي رواية النسائيّ: "فجعلتُ أطلبه بيدي"، وإنما طلبته؛ لكونها ظنّت أنه ذهب إلى بعض نسائه، كما سبق في الحديث الماضي (فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ) وفي نسخة: "قدمه" بالإفراد، وفيه دليلٌ للمذهب الراجح أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء، وقد سبق تحقيقه في أبواب الوضوء مستوفًى. (وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ) أي محلّ صلاته من البيت، ويَحْتَمل أنه كان يصلّي في المسجد النبويّ، وفي رواية النسائيّ: "وهو ساجد"، والجملة في محلّ نصب على الحال، أي والحال أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كائن في المسجد.

وقوله: (وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ) جملة حاليّة أيضًا، أي والحال أن قدميه -صلى اللَّه عليه وسلم- منصوبتان، وفيه بيان كيفية وضع القدمين في السجود، وهو أن تكونا منصوبتين.

وقول: (وَهُوَ يَقُولُ) جملة حاليّة أيضًا، مثل الجملتين السابقتين.

[تنبيه]: هذه الجمل الواقعة أحوالًا يَحْتَمِل أن تكون من الأحوال المتداخلة، وهو أن تأتي الحال الثانية من ضمير الحال الأولى، أو من المترادفة، وهذا يمنعه بعض النحاة، والأصحّ جوازه، ويَحتمل أن تكون الواو في الجملتين الأخيرتين عاطفةً على الأولى، واللَّه تعالى أعلم.

("اللَّهُمَّ أَعُوذُ) وفي نسخة: "اللَّهمّ إني أعوذ"، أي أعتصم، وأتحصّن، يقال: عاذ به يعوذ عَوْذًا، وعِيَاذًا، ومعاذًا: لاذ به، ولجأ إليه، واعتصم (٢)، وقوله: (بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ) معلّقان بـ "أعوذ"، أي ألجأ إليك متوسّلًا برضاك عنّي من فعل يوجب سخطك عليّ.

و"الرضا" بالكسر مقصورًا مصدر سماعيّ لـ "رَضِي"، والقياس بالفتح، و"السخط" بضم، فسكون، وبفتحتين: مصدر لـ "سَخِطَ"، بفتح، فكسر، الأول سماعيّ، والثاني قياسيّ، قال ابن مالك في "الخلاصة":


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٦٨.
(٢) "لسان العرب" ٣/ ٤٩٧.