للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما أخرجه ابن جرير الطبريّ، عن أم سلمة -رضي اللَّه عنها- قالت: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في آخر أمره لا يقوم، ولا يقعد، ولا يذهب، ولا يجيء، إلا قال: سبحان اللَّه وبحمده، فقلت: يا رسول اللَّه، رأيتك تكثر من سبحان اللَّه وبحمده، لا تذهب، ولا تجيء، ولا تقوم، ولا تقعد، إلا قلت: سبحان اللَّه وبحمده، قال: "إني أُمرت بها"، فقال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)} إلى آخر السورة (١).

("سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ) وفي نسخة: "سبحانك اللهمّ وبحمدك" (أَسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إِلَيْكَ") قال النوويّ: فيه حجةٌ على أنه يجوز، بل يُستحبّ أن يقول: "أستغفرك، وأتوب إليك"، وحُكي عن الرَّبِيع بن خثيم قال: لا يقل أحدكم: "أستغفر اللَّه وأتوب إليه"، فيكون ذنبًا وكذبًا إن لم يفعل، بل يقول: "اللهم اغفر لي، وتب عليّ" وهذا الذي قاله من قوله: "اللهم اغفر لي، وتب عليّ" حَسَنٌ، وأما كراهته "أستغفر اللَّه" وتسميته كذبًا فلا نوافق عليه؛ لأن معنى "أستغفر اللَّه" أطلب مغفرته، وليس في هذا كَذِبٌ، ويكفي في ردّه ما أخرجه أبو داود، والترمذيّ عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قال: أستغفر اللَّه الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ، وأتوب إليه، غُفرت ذنوبه، وإن كان قد فَرّ من الزَّحْف" (٢)، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاريّ ومسلم. انتهى (٣).

(قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا) استفهاميّة (هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتي أَرَاكَ) وفي رواية عامر الشعبي الآتية: "فقلت: يا رسول اللَّه، أراك تكثر من قول: سبحان اللَّه وبحمده، أستغفر اللَّه، وأتوب إليه" (أَحْدَثْتَهَا) وفي نسخة: "قد أحدثتها" (تَقُولُهَا؟) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل (قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- ("جُعِلَتْ) بالبناء للمفعول، أي جعل اللَّه تعالى (لِي عَلَامَةٌ فِي أُمَّتِي) وفي رواية الشعبيّ الآتية: "فقال: خبّرني ربّي أني سأرى علامةً في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان اللَّه وبحمده، أستغفر اللَّه، وأتوب إليه، فقد رأيتها"


(١) صححه الشيخ الألبانيّ في "الصحيحة" ٧/ ٤٤٧.
(٢) حديث صحيح، كما قال الحاكم.
(٣) "الأذكار" للنوويّ ١/ ٣٢٣.