للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لظاهر الأمر، وهو للوجوب، كما تقدّم في كلام ابن دقيق العيد -رَحِمَهُ اللَّهُ- آنفًا، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الرابعة): في ذكر اختلاف صيغ التشهّد:

(اعلم): أن التشهّد روي عن جماعة من الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، منهم: ابن مسعود، وابن عباس، وعمر بن الخطاب، وعبد اللَّه بن عمر، وجابر بن عبد اللَّه، وأبو موسى الأشعريّ، وعائشة، وسمرة بن جندب، وعليّ بن أبي طالب، وعبد اللَّه بن الزبير، ومعاوية بن أبي سفيان، وسلمان الفارسيّ، وأبو حميد الساعديّ، وأبو سعيد الخدريّ -رضي اللَّه عنهم-.

أما حديث ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-، فقد رواه الأئمة الستة عنه، وقد ذكر المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- بعض ألفاظه المختلفة في هذا الباب.

وأما حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، فأخرجه الجماعة أيضًا إلا البخاريّ، عن سعيد بن جبير، وطاوس، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يعلّمنا التشهد، كما يعلّمنا السورة من القرآن. . . الحديث، وقد ساقه مسلم أيضًا.

وأما حديث عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، فهو حديث صحيح أخرجه إمام دار الهجرة في "موطئه"، والشافعيّ عنه في "مسنده"، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ القاريّ، أنه سمع عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- وهو على المنبر، يُعَلِّم الناس التشهد، يقول: "قولوا: التحيات للَّه، الزاكيات للَّه، الطيّبات الصلوات للَّه، السلام عليك أيها النبيّ ورحمة اللَّه وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد اللَّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".

وقد أخرجه الحاكم في "مستدركه"، وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق، في "مصنفيهما"، وهو موقوف، ورواه أبو بكر ابن مردويه في كتاب التشهد له مرفوعًا.

قال الدارقطنيّ في "علله": لم يختلفوا في أن هذا الحديث موقوف على عمر -رضي اللَّه عنه-، قال: ورواه بعض المتأخّرين عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن الزهريّ، عن عروة، عن ابن عَبْدٍ، عن عمر مرفوعًا، ووَهِمَ في