للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على رواية مَن رَوَى "يَضلّ" بالضاد، فتكون "أن" مع الفعل بعدها بتأويل المصدر مفعولَ "يضلّ"، أي يجهل درايته، وينسى عدد ركعاته. انتهى.

قال وليّ الدين: وما ذكره ابن عبد البر من أنّ أكثرهم على الفتح، مُعارَضٌ بنقل القاضي عياض أن أكثرهم على الكسر، وهو المشهور المعروف، وما حكاه والدي عن ابن عبد البر أنه قال: الوجه "حتى يَضلّ الرجل أن يدري" بفتح "أن" الناصبة، وبالضاد المكسورة، لم أره في كلامه، إنما تَعَرَّض بفتح الهمزة في "أن"، ولم يذكر كون الضاد ساقطة، هذا هو الذي وَقَعْتُ عليه في "الاستذكار"، و"التمهيد"، فإما أن يكون الشيخ وَقَف على هذا الكلام في موضع آخر، وإما أن يكون خَرَّج على ما ذكره ابن عبد البر في فتح همزة "أَنْ" أن يكون يَضلّ بالضاد الساقطة، وألزمه ذلك؛ إذ لا يمكن مع فتح الهمزة أن يكون يظل بالظاء المشالة. انتهى كلام وليّ الدين -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).

(مَا يَدْرِي) وفي نسخة: "لا يدري"، وهي عند البخاريّ (كَمْ صَلَّى؟ ") وفي الرواية التالية: "إن يدري كيف صلّى؟ "، وفي رواية للبخاريّ في "بدء الخلق" من "صحيحه من وجه آخر عن أبي هريرة: "حتى لا يدري أثلاثًا صلى، أم أربعًا؟ "، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٨/ ٨٦٢ و ٨٦٣ و ٨٦٤ و ٨٦٥ و ٨٦٦] (٣٨٩)، وفي "المساجد ومواضع السجود" (٣٨٩)، و (البخاريّ) في "الأذان" (٦٠٨)، وفي "السهو" (١٢٢٢ و ١٢٣١)، و"بدء الخلق" (٣٢٨٥)، و (أبو داود) في "الصلاة" (٥١٦)، و (الترمذيّ) فيها (٣٩٧)، و (النسائيّ) في "الأذان" (٢/ ٢١ - ٢٢)، و (مالك) في "الموطأ" (١/ ٦٩)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٣٤٦٢)، و (أبو


(١) "طرح التثريب" ٢/ ١٩٩ - ٢٠١.